الثورة – همسة زغيب:
أقامت المحطة الثقافية في جرمانا بمناسبة يوم التراث العالمي محاضرة تحت عنوان “التراث هويّة الأمم” قدمها الباحث والإعلامي مخلص المحمود.
سورية هي مهدٌ الحضارات عبر التّاريخ، نشرت المعرفة والابتكارات الإنسانية القديمة، وهي أرض الديانات السماوية، يتميز التراث الثقافيّ الحضاري السوري بالغنى والتنوع والتفرد ويقسم لنوعين المادي واللا مادي، فهي غنية بالقرى الزراعية والمدينة والتمدن والعلم والمعرفة والكتابة والفنون التشكيلية والبنيان والتطور العمراني.
أكدت رمزة خيو رئيسة المحطة الثقافية على أهمية إحياء يوم التراث العالمي وحماية التراث الثقافي السوري، واتخاذ العديد من الإجراءات ونشر الوعي بأهمية ما نملك من آثار عظيمة واتخاذ الإجراءات المناسبة لحمايتها وفق أسس علمية.
كما أوضح الباحث مخلص المحمود أن التراث العالميّ ينقسم إلى نوعين من التراث (التراث الثقافيّ والتراث الطبيعي) التراث الثقافي يشمل العلوم والأدب والقيم والعادات، والجانب المادي هو ما يخلفه الأجداد من آثار ظلت باقية إلى الآن مثل المساجد والكنائس والأسواق القديمة والمباني والحمامات والمسارح والقصور التي تتناقل بين الأجيال، في حين يشمل التراث الطبيعيّ معالم فيزيائية وبيولوجية تتمتع بقيم جمالية وعلمية وتشكيلات جيولوجيّة وفسيوغرافية مثل المناطق التي تحتوي على الحيوانات والنباتات المهددة بالإنقراض والمناطق الطبيعية ذات الجمال النادر، بينما التراث اللامادي يشمل العادات والتقاليد والممارسات والسلوك وأهازيج الأعراس والشعر والموسيقا.
وبالنسبة للعوامل المهددة للتراث يوضح المحمود أن هناك عوامل طبيعية وبشرية تهدد سلامة التراث وتعرضه للتدمير والتشويه كالإشعاع الشمسي وتأثيرات المناخ كالحرارة والرياح والأمطار والكوارث الطبيعية من فيضانات وزلازل وصواعق وبراكين والمشكلات البيولوجية وغيرها كاعتداءات البشر على مواقع التراث الثقافي كأعمال الهدم والتخريب والسرقة والترميم الخاطئ والحروب والمشروعات التنموية والتطويرية وغياب الوعي الثقافي.
وأضاف المحمود إن إحياء التراث وحمايته ليس فقط من أجل التسجيل على لائحة التراث العالمي بل من أجل دخل إضافي في دعم الخزينة العامة للدولة، لأن أهمية التراث الثقافي تأتي من ارتباطه بماضي الإنسان والواقع الذي يعيشه وبحاضره ومستقبله، وفقدانه وزواله يؤدي إلى زوال الهويّة وفقدان الذاكرة فالتراث الثقافي هو نقل تاريخ الإنسان وما أنجزه عبر العصور إلى الدول والممالك الأخرى.
واختتم مؤكداً على أهمية ترميم وإعادة إحياء التراث السوري في ظل الظروف الراهنة تشكل ضرورة هامة نظراً للدور المهم الذي يلعبه العامل الثقافي في إعادة بناء المجتمع وإعادة الشعور بالهويّة ومساهمته في تعزيز مفاهيم التسامح والمصالحة وثقافة المحبة والسلام والاحترام بعيداً عن الصراعات.