“تقديراً لجمال أعمالهم ودورهم الكبير في عملية البناء والتشييد وتوفير جميع وسائل الراحة للمجتمعات” خصص يوم للاحتفال بعيدهم، عيد العمال العالمي، ربما للفت الأنظار إلى هذه الشريحة التي لا تبخل بجهدها وعرقها من أجل أن تبني وتعلي البنيان، وتنهض بالخدمات وترسم صورة مشرقة للحياة.
واللافت في هذا العام الشعار الذي أطلق عالمياً للاحتفال باليوم العالمي للعمال، والذي يحث على العمل ولكن بطريقة تعيدنا إلى القيم والمثل التي تربينا عليها والتي حضت الشرائع السماوية وكرستها في نفوس الناس، الشعار يقول: “العمل الجاد لديه القوة للتغلب على كل شيء” شعار يؤكد على دور العمال عندما يجيدون العمل ويقدمون ما بوسعهم من أجل أوطانهم، وبانتماء حقيقي لكل ذرة تراب، وبسواعدهم يصنعون مجد الأوطان وحضارته الخالدة.
وكثيراً ما نردد مقولات عن دور العمال ونضالاتهم من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية ودحر الظلم والاستغلال، ولكن ربما من الجدير فعله أن نلتفت لهذه الشريحة بمزيد من الاهتمام والفخر بما يقدمونه من إنجازات، فعلى سواعدهم السمراء تزهر الحياة، وبعرقهم تروى، وبجهودهم ترتقي المجتمعات.
كثيرة هي الحكايات التي خلدت أصحابها من العمال وتفانيهم في أثناء الحرب على سورية، فقد استمروا في أعمالهم رغم المخاطر الكبيرة، كانوا يتابعون ويصلحون ما تفسده اعتداءات الإرهابيين، ويثابرون في أعمالهم على أكمل وجه، ويعطون دروساً حقيقية في التفاني والتضحية، وما تزال قائمة الشهداء شاهداً حياً على ما قدموه من إنجازات كان ثمنها أرواحهم الغالية، فاستحقوا بذلك تكريماً يليق بهم، إنهم عمال بلادي، فخر الوطن.
كل عام وأنتم بألف خير، كل عام ووطننا مزدهر بكم، وبلادنا قوية وعظيمة بعمالها الكرام، فلولا وجودكم لما كان الوطن جميلاً، ولولا سواعدكم لما كان للمجد سطوة الحاضر وألق الماضي، وعزة المستقبل المشرق، ودمتم عمال بلادي فخراً وشموخاً للوطن.
