الثورة – رويدة سليمان:
لقد كانت وصيتكم :”أن اذكرونا عندما تحتفلون بالنصر “ونحن اليوم نطمئن قلوبكم النقية لأنكم حاضرون فينا ومعنا، في قلوبنا وفي ذاكرتنا وفي تاريخنا وسجلاتنا وفي ضمير القيم الخلقية والحضارية.
نراكم “رؤى القلب”في كل إنجاز، وفي ضحكات الأطفال وتفوق طلاب العلم، وفي جهود وتفاني عمالنا، في عيون أمهات تكحلت بعظمة صنائعكم، وفيض حبكم وقصة عشقكم للوطن وبدمائكم كتبتم شهادة ميلادكم.
نراكم على شفاه الزمن، يحكي للأجيال قصص بطولاتكم وأمجادكم وتضحياتكم وشجاعتكم وأمانتكم وغيرتكم.
اليوم.. السادس من أيار ليس كباقي الأيام، وهو للتاريخ والذكرى والعبر، يوم سوري بامتياز، يوم فاق جماله صفحات التاريخ، يوم مرصَّع بأسمى القيم وقد لخصها الشهيد في ذاته، وقد اختصر قيم الحياة الفاضلة وأفعالها المجيدة بكلمة واحدة وفعل واحد هو الشهادة.
مهما نسينا، محال أن ننسى ماينعش الروح، أعراس الشهادة ومواكب الشهداء في قرى ومدن الوطن على امتداد ساحته، نذكر كيف تسابق الصغير قبل الكبير لاستقبال الشهيد بما يليق بالأبطال، يتهادى جثمانه على أكتاف رفاق السلاح وسط تعالي الهتافات الوطنية بحياة الوطن وتبادل التهاني بشهادته، وزغاريد النسوة وهن ينثرن الأرز والورد.
مراسم تشييع مفعمة بمشاعر وأحاسيس العز والفخار والعنفوان والإباء، تجمع السوريين تحت عنوان حب الوطن، وذلك معطى تلقائي من معطيات الوجود السوري الذي يعلن كل يوم قدرته المتجددة على ابتكار وإبداع حلول ناجعة لمواجهة أي أزمة مهما كانت صعبة ومركبة، يستمد العزيمة والإرادة والصمود والتحدي من تضحيات الشهداء.
هؤلاء القديسون لأرواحهم الطاهرة السلام.