بدأت محافظة دمشق خلال الأيام الأخيرة حملة لإزالة البسطات المخالفة عن الأرصفة دون أن تجد حلاً بديلاً لآلاف الأسر التي تعيش منها.
وتنتشر في المحافظات ظاهرة البسطات على الأرصفة، والتي تبيع كل ما يحتاجه المواطن من ألبسة ومأكولات ومشروبات، وأدوات تنظيف وتجميل، وهي تلقى قبولاً نتيجة قربها من الأماكن المزدحمة بالمارة.
والبسطات معظمها لفقراء يفرشون بسطتهم على حسابهم الخاص، ويبيعون أصنافاً محدودة من السلع بهامش ربح بسيط، لا يتعدى توفير قوتهم اليومي، وتشمل أبناء الأرياف البعيدة والمزارعين الذين يبيعون منتجاتهم الزراعية على الأرصفة.
ولا يمكن إنكار أن هناك بسطات, يشرف عليها تجار ومنتجون يستخدمونها بغرض ترويج منتوجاتهم , ولكنها لا تعد شيئاً إذا ما قورنت ببسطات الفقراء.
والمحافظة أزالت خلال الأعوام الماضية الكثير من البسطات، وعند كل حملة إزالة كانت تقول إنها ستجد حلاً لأصحابها وخاصة الفقراء منهم، من خلال إيجاد أسواق شعبية مجانية لهم ضمن أملاك المحافظة العامة، لكنها لم تستطع أن تفي بوعودها يوماً, لأسباب كثيرة منها إشكالات الأملاك العامة للمحافظة، والأمر ذاته سيبقى بعد حملة الإزالة الأخيرة.
و يمكن لنا أن نحافظ على المظهر الحضاري للمدينة بترتيب شكل البسطات وأماكن توضعها، ولكن نحتاج لتوافر الإرادة والرغبة الصادقة.

السابق