بات المشهد الإقليمي في منطقتنا أكثر وضوحاً، والمواقف المعلنة تهيئ أرضية مواتية لإحراز تفاهمات وتوافقات في الرؤى والأهداف، تكرس أهمية العمل المشترك، وتذلل عقبات التلاقي على ضفاف المصير الواحد لدول وشعوب المنطقة، وتستعيد القرار القومي الذي لطالما عمدت واشنطن إلى تكبيله ومصادرته، وما على أميركا محراك الإرهاب العالمي إلا أن توسع عدسة الرؤية للإلمام بتفاصيل وحيثيات المشهد العربي، وعدم النظر بعيون من زجاج للمتغيرات الحاصلة التي ستضبط إيقاع المرحلة الحالية والمستقبلية بزخم مدلولاتها ونتائجها بعيداً عن الرغبة الأميركية.
فاستعادة الجامعة العربية لسورية بثقلها العروبي النوعي في ميزان التحالفات القوية ودورها الريادي والمحوري وعمقها الاستراتيجي، شكل صدمة للدول الغربية ولأميركا تحديداً.
إذ أن تسارع وتيرة المستجدات على الساحة الإقليمية، بات يلقي بثقل تداعياته ونتائجه على واشنطن التي لا تريد إطفاء نيران الحروب أو تبريد الملفات التي جرى تسخينها على نار رغبتها بالسطوة التخريبية.
فواشنطن تلهث حالياً في مضامير المكائد لاستيلاد مؤامرات تعرقل هندسة مخارج تلملم ما بعثرته رياح عربدتها بمنطقتنا وتجهد لاقتلاع أبواب الحلول ومنع تصافح الدبلوماسية على طاولة ضمانات منع التعديات وحفظ السلم الإقليمي، من هنا كانت إشارة من وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في اجتماع الرباعية بموسكو إلى مساعي أميركا لتشكيل فصيل إرهابي جديد”جيش سوريا الحرة” لزعزعة الاستقرار والتشويش على مشهد الإنجازات الكبرى لتي حققتها وتحققها الدولة السورية سياسياً وميدانياً.
نفخ أميركا في رماد المرحلة الأخيرة من عمر إرهابها على الأراضي السورية هو لعب ساذج في وقت ضائع، فسورية تمتلك مفاتيح انتصاراتها بالسياسة والميدان، وخرائط المنطقة باتت تُرسم بخطوط مصالح دولها ومنفعة شعوبها وهذه الخطوط هي الأكثر رسوخاً، مهما حاولت واشنطن التعكز على الإرهاب.