فاتن دعبول:
” كل ما أريده هو أن تعرفوا بأن لي عقل يفكر، وقلب ينبض، وصدق يحكي قصة إنسان، اقبلونا بقلوبكم، نحن نحبكم فأحبونا” بهذه الكلمات قدم ذوو الهمم أنفسهم في رسالة تنبع من إيمانهم بأنهم يستحقون التكريم والاهتمام والمشاركة في المجتمع، وأنهم فاعلون عندما تتاح لهم الفرصة.
ولأنهم شركاء لنا في الحياة، أقام فريق” لمة أمل” التطوعي وبالتعاون مع دائرة تعليم الكبار في وزارة الثقافة، حفلاً تكريمياَ للطلاب الذين حصلوا على الشهادة الابتدائية وشهادات محو الأمية، وشهادة الحرفي لإتقانهم العديد من المهارات الحرفية التي تمكنهم اقتصادياً ومادياً، هذا إلى جانب تكريم المتطوعين والمتطوعات ممن كانت لهم أياد بيضاء في إبصار هؤلاء الأطفال نور العلم في مركز ثقافي” أبو رمانة”.
وبينت نعيمة سليمان مديرة الثقافة أن فريق” لمة أمل” التطوعي هو مبادرة مجتمعية تعنى بالأمور الصحية والتعليمية وتمكين ذوي الإعاقة ومساعدتهم في تحقيق طموحاتهم.
وأضافت: أن برامج وزارة الثقافة تركِّز دائماً على دعم دورات التدريب لمختلف الفئات وخاصة الأشخاص من ذوي الإعاقة، إلى جانب الاهتمام بالإبداعات والمواهب وتشجيعها، منوهة بأهمية هذه الفعاليات لتحقيق الدمج الفعَّال لأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، وبالطبع نسعى إلى تقديم التسهيلات واستقطابهم بالمركز، وهذا يشعرهم بالثقة وبأن مكانتهم في المجتمع كغيرهم تماماً، فهم يستحقون الحب والدعم والإيمان بقدراتهم.
وبدوره بيَّن بسام ديوب مدير مديرية تعليم الكبار أن الجهود متواصلة من أجل الاهتمام بهذه الشريحة من ذوي الهمم على الصعيد النفسي والصحي والأهم التعليمي، لإعادة دمجهم في المجتمع، وهذا بالطبع ضمن برامج وزارة الثقافة التي تسعى إلى التواصل مع مبادرات المجتمع الأهلي لتقديم الدعم لهؤلاء الأطفال.
وأضاف: حفل اليوم هو ثمرة جهود أكثر من ستة أشهر من المتابعة وبوتيرة عمل عالية، حتى وصل الأطفال إلى مرحلة التتويج والنجاح، ولا ننسى أن هذا العمل شاق جداً ويحتاج إلى عمل دؤوب، وصبر كبير، للوصول إلى نتائج مرضية، تحقق لهؤلاء الأطفال حياة أفضل على صعيد التعليم أو المهنة.
وأوضح عمار بقلة مدير مركز ثقافي” أبو رمانة” أن المركز يحتضن هؤلاء الأطفال من فريق” لمة أمل” في دورات تدريبية وتعليمية لتأهيلهم لجهة القراءة والكتابة أولاً ومن ثم تعليمهم بعض المهارات الفنية مثل الرسم وبعض الأعمال اليدوية، واستطاعوا أن يحققوا تقدماً ملحوظا بفضل جهود المتطوعين القائمين على العمل.
وقد عمل المركز دائماً على تقديم جميع التسهيلات والتجهيزات من أجل تحقيق الهدف المنشود من هذه التدريبات التي استمرت على مدى شهور، ويساهم اليوم في تكريمهم والاحتفاء بنجاحاتهم، ودعمهم ليكملوا مسيرة التعلم واكتساب المهارات.
وتوقفت رحاب الخجا مديرة فريق” لمة أمل” عند أهم الأعمال التي يقوم بها هذا الفريق، وبينت أن الفريق تأسس في العام 2015 بمشاركة مجموعة من الفتيات والشباب المتطوعين من أجل تقديم بعض الخدمات لفئة من ذوي الإعاقة وقد تجاوزوا عمر 14 سنة، وتم دراسة احتياجاتهم، فكان للتعليم أولويته، وبدأنا بمرحلة التعليم بالتشارك مع مديرية تعليم الكبار في وزارة الثقافة.
وامتدت النشاطات لتشمل الاهل وتمكينهم اقتصاديا عبر دورات مهنية” دورة كروشيه، صابون، خياطة، حلاقة” وغيرها، وريع هذا العمل يعود لفريق لمة أمل، وبدأنا بمنح الشهادات، وتطور العمل كثيراً، وبتنا نستقطب أعداداً كبيرة من الطلاب لتخليصهم من أميتهم ودمجهم بالمجتمع.
وكان لابد لحاضنة دمر المركزية للفنون الحرفية من دور فاعل، فقد بيَّن عدنان تنبكجي شيخ كار للفنون النحاسية أن هذه الفئة من ذوي الهمم يمتلكون طاقات كبيرة يجب استثمارها، فالإعاقة جسدية وليست عقلية.
وقال: عملنا جاهدين لإكسابهم مهنة تكفيهم العوز والحاجة، واستطاعوا بمثابرتهم أن يكتسبوا مهارات عالية تؤهلهم دخول سوق العمل، والبعض منهم يسوّق لمنتجاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فهم أثبتوا جدوى التدريب ليشكلوا قوة اقتصادية لأنفسهم ولعائلاتهم ليصنعوا مستقبلهم.
وبيَّن أن ثقافة التطوع تمنح الإنسان إحساساً بالرضا، فكل عمل يتضمن الخير، لابد أن يعود على صاحبه بالخير، وخصوصاً أن هذه الفئة تتمتع بقلب دافىء وعطاء كبير.
وأشار الموسيقار هادي بقدونس، أن الاهتمام بهؤلاء الأطفال يعدُّ بادرة إنسانية، ويجب أن تمتد إليهم الأيادي البيضاء، والموسيقا تقدم لهم حياة جديدة وشعوراً بالفرح، فلولا الموسيقا والحب، لكانت الحياة غلطة كما يقال، ويجب أن نثمِّن عالياً جهود المتطوعين الذين يقفون إلى جانبهم بالدعم والمحبة، وقد برز منهم عدد من الموهوبين المتميزين في العزف على بعض الآلات الموسيقية.