الثورة- لميس عودة:
جاؤوا بمقولة “إن لم تطردوهم كان كل من تبقونه منهم كإبرة في عيونكم و كحربة في جنوبكم” فرد الفلسطينيون ..هنا على صدوركم باقون كالجدار.. وفي حلوقكم كقطعة الزجاج كالصبار وفي عيونكم زوبعة من نار, هنا لنا ماض وحاضر ومستقبل.
في الذكرى الـ75 للنكبة مازال الجرح الفلسطيني نازفاً على اتساع خريطة الوجع الفلسطيني, فالعدو موغل في إجرامه وتنكيله وبطشه وسرقة الأرض وتوسيع الاستيطان, ومازال الفلسطينيون المتجذرون في أرضهم يحترفون أساليب المقاومة وإيلام المحتل الغاصب، يتصدون لمخططات شطب حقوقهم التاريخية المشروعة وتصفية قضيتهم، يؤازرهم محور مقاوم لم يحرف بوصلته عن قضيته المركزية, يقوي عزائمهم ويشد أزر ثباتهم حتى تحرير الأرض واستعادة الحقوق.
موجز عن النكبة
بدأت نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948 بتهجيره وتشريده عن أرضه قسراً بعد أن مارست العصابات الصهيونية بحقه أبشع أنواع التنكيل وارتكبت بحقه أفظع المجازر الموثقة، حيث تعرضت الأراضي الفلسطينية لأكبر عملية إبادة عرقية وعنصرية منذ العام 1947 حيث هاجمت عصابات إسرائيلية قرى وأحياء فلسطينية بهدف إبادتها، أو دب الذعر في قلوب سكان المناطق المجاورة بهدف تسهيل تهجير سكانها لاحقاً، وساعد على ذلك انسحاب إنكلترا وإلغاء الانتداب الإنكليزي على فلسطين.
استطاعت الحركة الصهيونية السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين بعد طرد وتهجير الفلسطينيين عنوة من 20 مدينة ونحو 400 قرية وتدمير 531 تجمعا سكانيا وطرد وتشريد حوالي 85% من السكان الفلسطينيين، حيث تم طرد وتهجير أكثر من 900 ألف فلسطيني خارج وطنهم ليقيموا في الدول العربية المجاورة وكافة أرجاء العالم وذلك من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين عام 1948 وذلك في 1300 قرية ومدينة فلسطينية.
مجازر ارتكبها العدو الصهيوني عام 1948
تم توثيق أكثر من 50 مذبحة وقعت بحق الفلسطينيين أبرزها مجزرة دير ياسين واستشهد خلالها 254 فلسطينيا، ومذبحة (نصر الدين في نيسان وأبيدت القرية بأكملها ولم يبق إلا 40 فلسطينيا هم من تمكنوا من النجاة، ومذبحة صالحة في أيار استشهد خلالها 75 مواطنا فلسطينيا، ومذبحة اللد في تموز استشهد خلالها 250 مواطنا فلسطينيا، ومذبحة (الدوايمة) تشرين الأول استشهد خلالها أكثر من 250 فلسطينيا، وقد رمت العصابات الصهيونية بالكثير منهم في آبار البلدة أحياء.
خطة ” داليت”
نظر متزعمو الاحتلال إلى عملية التهجير التعسفي والتطهير العرقي بوصفها خطوة ضرورية لابتلاع الأرض الفلسطينية، حيث تحدثوا علناً عن الحاجة إلى الصدامات العسكرية لترحيل أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين لتغيير الواقع الجغرافي والاجتماعي على الأرض، فقد قال الإرهابي ديفيد بن غوريون أول رئيس حكومة للاحتلال: “يجب علينا أن نستخدم الإرهاب والاغتيال وبث الرعب والمصادرة وقطع جميع الخدمات الاجتماعية لإخلاء الجليل من سكانها العرب”.
وكانت خطة (داليت) لعصابة (الهاغاناه) بمنزلة مسودة لذلك التطهير العرقي وبدئ العمل بها بين شباط وآذار عام 1948 حيث صدرت الأوامر لإرهابيي الهاغاناه ليسدوا كافة الطرق الخارجية والمؤدية للكيان الصهيوني المقترح في مشروع التقسيم، كما قاموا باحتلال كافة التحصينات البريطانية وكل القرى القريبة من المستوطنات.
وفي 21 نيسان 1948 طرد السكان العرب من مدينة حيفا في عملية ميسيار عيئيم، وبعد ذلك بسبعة أيام عزلت القرى العربية القريبة من يافا عن بقية الأراضي الفلسطينية تمهيداً لاحتلالها وسميت العملية بحاميستس، وفي اليوم التالي قامت عصابات الهاغانا بإخلاء مناطق الجليل من السكان العرب في ما يسمى عملية يفتاح ودمرت في 3 أيار كافة القرى العربية التي تربط طبرية بالجليل الشرقي، كما دمرت البلدات العربية في اللطرون في 7 أيار 1948 وفي 11 أيار من السنة نفسها احتلت مدينة بيسان بما يسمى عملية جدعون وطرد العرب المستقرين بالقرب منها، كما تم احتلال الأحياء السكنية العربية في القدس الجديدة في 14 أيار 1948 بما يسمى عملية بتاح فوريك, ثم جرت مصادرة أراضي اللاجئين وممتلكاتهم بغض النظر عن حق الفلسطينيين أو رغبتهم في العودة إليها.
قرار التقسيم الجائر مؤامرة مهدت لاحتلال فلسطين
– 7% من مساحة فلسطين التاريخية مُنحت للكيان الغاصب بموجب قرار التقسيم في تشرين ثاني 1947.
– 56% من مساحة فلسطين التاريخية خضعت للصهاينة عند صدور قرار التقسيم في تشرين ثاني 1947.
– 531 قرية ومدينة فلسطينية هُجرت خلال نكبة فلسطين وتم تدميرها.
– 85% من سكان المناطق الفلسطينية هجروا خلال النكبة.
– 78% من مجمل مساحة فلسطين التاريخية قامت عليها “إسرائيل” في العام 1948.
– 71,871,000 دونما صادرتها “إسرائيل” من الفلسطينيين في العام 1948.
-15 ألف فلسطيني استشهدوا خلال النكبة.
القرارات الأممية وحق العودة
أقر قرار لجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (8) لعام 1941 في نص محتواه أن «المهمة الرئيسية بشأن المهجرين هي التشجيع والمساعدة بأي طريقة ممكنة على عودتهم بأسرع وقت ممكن إلى ديارهم الأصلية كما أكد قرار الجمعية العامة رقم 36/148 أيضاً على حق اللاجئين في العودة إلى منازلهم.
وأصدرت الجمعية العامة في تاريخ 11/12/1948 قرارها رقم 194 والذي نص على «وجوب السماح بعودة اللاجئين في أقرب وقت ممكن إلى بيوتهم والعيش بسلام مع جيرانهم ووجوب دفع التعويضات عن ممتلكات اللاجئين الذين لا يريدون العودة وكذلك تعويض عن كل مفقود أو مصاب بضرر.
ونص القرار أيضاً على إقامة لجنة توفيق تابعة للأمم المتحدة تكون مهمتها تسهيل إعادة اللاجئين إلى وطنهم وتوطينهم من جديد وإعادة تأهيلهم الاقتصادي، ولكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تنفذ أي من البنود.