الثورة – آنا عزيز الخضر:
كان الشكل الأول للتعبير، الذي رافق الإنسان، ثم تحول إلى حاﻻت تترجم تجليات بشرية وحضارية مختلفة، إنه فن الرقص، حيث لخص تطوره العرض المسرحي الراقص الذي قدمته فرقة ميرال للمسرح الراقص على صالة مسرح الحمراء بدمشق، تضمن لوحات بمجملها، هي حكاية الرقص منذ العصر البدائي الأول للإنسان، وقد تم اللجوء إليه كوسيلة تعبير ومخاطبة، ومن ثم كان تغيره التالي، ليصبح طقساً دينياً، يتم التعبد من خلاله، عدا عن كون تحوله فيما بعد إلى حالة إنسانية فنية، هذا ما صورته لوحات العرض وحواراته، جنباً إلى جنب وجود شاشة في عمق المسرح، كي تظهر لنا صور المسارح السورية القديمة.
لعبت الفنانة (لميس عباس) إلى جانب الفنان (ناصر الشبلي) دوري الراويين، حيث سردا تدريجياً آليات تطور الرقص وأشكاله واستخدامه، وحضوره المختلف في الثقافات، كما مر العرض على ألوانه في حضارات سورية القديمة، وصولاً إلى وقتنا الحاضر، وبين العرض كيف تعددت الفرق المسرحية الراقصة وكيف أصبح لهذا الفن ألقه..
وكان لمهارة الراقصين الوقع الخاص، حيث اجتهدوا في ترجمة مضمون العمل، وبلورة تاريخ فني عريق بأدائهم التعبيري، وليونتهم وإتقانهم الحركات والإشارات المتناسقة مع المعاني
عن العرض وأسلوبه قال مصمم ومخرج العرض (محمد طرابلسي):
الفكرة الأساسية للعرض، هي تطور الرقص منذ البدايات الأولى، ووصوله إلى يومنا هذا،
افتتاحية العرض جاءت بلوحة راقصة، تتكلم عن فلسفة العرض بطريقة حركية درامية راقصة، ثم انتقل لذكر شخص لطالما كان له حضوره المتميز في عالم الرقص التعبيري في سورية، وهو المرحوم (لاوند هاجو) وتم عرض لقاء له على الشاشة، التي بدورها كانت ركناً مهماً في عالم العرض الراقص.
وقد جمع العرض بين فن الرقص وفن الدراما، بأسلوب أداء فني خاص من قبل الممثلة (لميس عباس) وكذلك الممثل (ناصر الشبلي) وهما من قاما بربط أحداث العرض الراقص من البداية حتى النهاية، والذي جسدته فرقة (ميرال للمسرح الراقص)
لنفتتح المشهد بلوحة عن الإنسان البدائي، وكيف كان يشرح؟ كل ما يحصل معه عن طريق الحركة، لتتطور فيما بعد، فتصبح مشهداً درامياً راقصاً بشكله البدائي، ونتيجة تطور الحياة تطورت المعتقدات، لنشاهد طقوساً حركية، لها علاقة بالأديان التي كانت سائدة، مروراً بالمعابد، ثم الكنائس، ثم الصوفية، لنذهب إلى أحد أهم رواد المسرح، وهو( أبو خليل القباني) وتأثيره على من أتى بعده، وصولاً إلى اليوم.
هذه الأحداث ترجمت على شكل رقصات، تنوعت أساليبها وأشكالها، وصولاً إلى الرقص المعاصر بأنواعه في النهاية.