الثورة:
غيب الموت صباح اليوم الفنان الكبير أسامة الروماني عن عمر ناهز الـ 81 عاماً، إثر احتشاء بعضلة القلب، فهو صاحب المسيرة الإبداعية، وأحد أهم رواد المسرح السوري المعاصر، ورسخته الشخصيات التي أداها في الذاكرة الحية السورية وكرسته كأحد القلائل الباقين من حقبة زمنية، وتجربة اتسمت بالتألق بعد جيل الرواد.
ونعت نقابة الفنانين والأوساط الثقافية والإعلامية ابن مدينة دمشق الذي ولد فيها عام 1942، وهو الشقيق الأصغر للفنان الراحل هاني الروماني.
بدأ حياته الفنية على خشبة المسرح مطلع الستينيات من القرن الماضي، وكان من مؤسسي المسرح القومي مع كبار المخرجين والمسرحيين في تلك الحقبة، ثم عمل مع الفنان الكبير دريد لحام من خلال مسرحيتي “ضيعة تشرين” و”غربة”.
رحلة الروماني مع التلفزيون كانت منذ بدايات الدراما السورية من خلال العديد من الأعمال منها ساعي البريد، أسود وأبيض، وجه آخر للحب وزقاق المايلة، كما شارك في مسلسل “بصمات على جدار الزمن”.
وفي بداية الثمانينيات غاب الروماني عن الشاشة السورية، وسافر إلى الخليج العربي، حيث ساهم في انطلاقة مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك ليشرف على العديد من الأعمال المهمة منها سلسلة “افتح يا سمسم”، إضافة إلى إخراجه العديد من البرامج المنوعة للتلفزيون السوري.
وبعد غياب الروماني عن الدراما السورية 15 عاماً عاد مع مسلسل حمام القيشاني في جزأيه الثاني والثالث من إخراج شقيقه الراحل هاني، ليغيب مجدداً طوال عقدين من الزمن قبل أن يعود بزخم، كمن يسابق الزمن ليلعب بطولة العديد من الأعمال خلال الثلاثة أعوام الأخيرة منها على قيد الحب، وثيقة شرف، مربى العز، حوازيق، صبايا والكرزون.
وحفلت تجربة الروماني في الفن السابع بالعديد من الأعمال مع المؤسسة العامة للسينما منها المغامرة تأليف سعد الله ونوس وإخراج محمد شاهين وآخرها الفيلم القصير “أماني” تأليف وإخراج محمد سمير طحان.
وكان يعتبر الراحل أن ما قدمه مع أبناء جيله فتح نافذة لأسلوب جديد بعد تجارب الرواد التي اعتمدت على المسرح الكوميدي من عبد اللطيف فتحي ونزار فؤاد ومحمد علي عبده وشفيق المنفلوطي وعلي الرواس ومحمد خير حلواني الذين ناضلوا وساهموا بتثبيت دعائم المسرح السوري ممهدين الطريق لهم.