قوانين عنصرية جديدة لتهويد التعليم في المدارس الفلسطينية مواجهات في طولكرم.. والاحتلال يحاصر بلدتي اللبن والجلمة ويعتقل عشرات المواطنين
ناصر منذر:
الإجراءات العنصرية التي تتخذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في سياق حربها المفتوحة على الشعب الفلسطيني، تأخذ منحى تصاعدياً في ظل غياب المحاسبة الدولية التي تشجع الاحتلال على الإفلات من العقاب على ما يقترفه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، حيث صادقت سلطات الاحتلال بالقراءة التمهيدية اليوم على مشروعي قانون يهدفان إلى زيادة الرقابة على المدارس والمعلمين في أراضي الـ1948، بهدف تهويد التعليم في المدارس الفلسطينية ومحاولة فرض الرواية الإسرائيلية على وعي الأجيال الفلسطينية، هذا في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال انتهاكاتها وجرائمها اليومية بحق الشعب الفلسطيني، في محاولات يائسة لكسر إرادة صموده وثباته على أرضه التاريخية.
فقد داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم عدداً من قرى طولكرم وبلداتها ومخيمها، وفق ما ذكرته وكالة وفا نقلاً عن مصادر محلية، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدات كفر اللبد، وعنبتا شرق طولكرم، ودير الغصون شمالاً، ومخيم طولكرم، وسط اندلاع مواجهات مع جنود الاحتلال الذين أطلقوا الأعيرة النارية وقنابل الصوت والغاز السام.
كما أغلق جيش الاحتلال جميع مداخل قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، لتأمين تجمهر عشرات المستوطنين على مدخل القرية الرئيس، حيث أقام عشرات المستوطنين طقوسا تلمودية استفزازية على مدخل القرية الرئيس، قرب شارع رام الله- نابلس، بحماية قوات الاحتلال.
وبحسب وكالة وفا فإن قوات كبيرة من جنود الاحتلال وشرطته انتشروا عند مدخل القرية منذ ساعات الصباح الأولى، وأغلقوا البوابة الحديدية المنصوبة على المدخل، فيما انتشر جنود الاحتلال بين أشجار الزيتون المحيطة ومنعوا دخول المواطنين وخروجهم، سواء بمركباتهم أو مشياً على الأقدام.
كذلك أغلقت قوات الاحتلال حاجزي الجلمة العسكري شمال شرق جنين، و»دوتان» المقام على أراضي بلدة يعبد، ونقلت الوكالة عن رئيس مجلس قروي الجلمة أمجد أبو فرحة إن قوات الاحتلال أغلقت حاجز الجلمة العسكري ومنعت المواطنين من أراضي الـ1948 من دخول جنين، وشنت حملة تفتيش واسعة في المنطقة المحاذية لشارع جنين – الناصرة.
وفي السياق ذاته أغلقت قوات الاحتلال حاجز «دوتان» العسكري المقام على أراضي بلدة يعبد، والرابط بين محافظتي جنين وطولكرم.
على التوازي اعتقلت قوات الاحتلال 38 فلسطينيا معظمهم من بيت لحم خلال حملة مداهمات واسعة طالت إلى جانب بيت لحم مدن جنين والخليل ونابلس ورام الله وسلفيت بالضفة الغربية.
من جانب آخر وفي إطار الإجراءات العنصرية التي تتخذها سلطات الاحتلال، صادقت ما يسمى الهيئة العامة للكنيست بالقراءة التمهيدية، على مشروعي قانون يهدفان إلى زيادة الرقابة على المدارس والمعلمين في أراضي الـ1948، من خلال تعميق ضلوع «الشاباك» في التدقيق في نشاط معلمين فلسطينيين، وتسهيل فصل معلمين بادعاء تماثلهم مع أنشطة مناهضة للاحتلال وممارساته القمعية وسياسة الأبرتهايد.
وقد أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية إقدام الكنيست على إقرار هذه القوانين العنصرية الجديدة بالقراءة التمهيدية، مؤكدة أنها تهدف إلى أسرلة وتهويد التعليم في المدارس العربية، وفرض الرواية الإسرائيلية على وعي الأجيال الفلسطينية، عبر تكثيف الإجراءات التضييقية على المعلمين والطلبة، وربط إعطاء التراخيص للمدارس بالمناهج الإسرائيلية، وتسهيل توجيه التهم لأي طالب أو معلم أو إداري تربوي بخرق القوانين المزعومة، وصولاً إلى حرمان التعليم العربي من الميزانيات.
وطالبت الخارجية الفلسطينية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» والمنظمات الأممية المختصة والمعنية بحقوق الإنسان بتحمل مسؤولياتها والتدخل العاجل لمنع الاحتلال الإسرائيلي من تهويد التعليم في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام «1948». مبينة أن المدارس الفلسطينية في القدس تقع أيضا ضمن دائرة الاستهداف السافر لتلك القرارات في انتهاك صارخ للقانون الدولي وخاصة أنها تأتي بعيد ما بات يعرف بقرار الاحتلال منع رفع العلم الفلسطيني في المؤسسات التعليمية والجامعات.