الثورة:
الشخص الناجح والمجد يكتسب المعرفة المفيدة والسمعة الطيبة، وهذا يجلب له المجد، ويوفر له حياة كريمة بين عائلته وأصدقائه، وتشرق شمسه في مجتمعه، وأينما سافر يستفاد منه ويصبح مرجعاً للبعيد والقريب، ويُستشار لحل المعضلات والمشكلات العالقة.
وهناك الكثير من هؤلاء في مجتمعنا، ونحن نحبهم ونتحدث عنهم في مجالسنا بكل سرور وفخر، وفي المقابل هناك من لا يفيد بشيء ويحشرون أنفسهم فيما لا يعنيهم، ويتحدثون بكل شيء مع أنهم لا يفقهون بما يتحدثون، وهؤلاء نسميهم “مدّعي المعرفة والتعلم والحكمة”.
هؤلاء تراهم يتفاخرون بأنهم يعرفون كل شيء ويعطون رأيهم في كل شاردة وواردة دون دراية ومعرفة بتفاصيلها، ويعتبرون أنفسهم على صواب فيما يتحدثون لمجرد المشاركة في الحديث ليس إلا، وهنا يتم الكشف عن معرفتهم الضعيفة والهزيلة بالأشياء.
وهؤلاء وصفهم سقراط، فقال: تكلم حتى أراك، وهؤلاء ينطبق عليهم المثل “فاقد الشيء لا يعطيه”، والمعرفة ثم المعرفة والتواجد مع أهل العلم والحكمة عكس طريقهم، لأن العلم كما تعلمنا يذهب إليه طلابه أينما وجد.
وفي هذا المقام فإن أجمل ما قاله الحكماء: “تعلموا قبل أن تسيدوا، فالثقافة هي أقوى سلاح يمتلكه الإنسان لمواجهة معترك الحياة، التي لا تعترف بالجاهل والجهل، والفقير هو الفقير بإنجازاته الأكاديمية والمعرفية، لذلك يجب البحث عن المعرفة بصبر، وقضاء الوقت الطويل مع السهر المضني لتحصيل العلوم.
أخيراً يصل أحدنا إلى قمة المجتمع وقيادته بمقدار تحصيله وبما يمتلكه من معرفة وطاقات علمية تجعله رقماً هاماً وقيمة مضافة تسهم في البناء والنجاح، فالعلم هو شعاع منير يبدد الظلام والظلمة في حياتنا.
جمال شيخ بكري