سورية الحضارة.. تكرّم باحث الآثار الفرنسي باولو ماتييه

الثورة – عبد الحميد غانم:

يقول باحث الآثار الفرنسي وعالم المسماريات الشهير شارل فيرلو ، وهو أول باحث آثار تولى فك رموز الأبجديّة المكتشفة في موقع أوغاريت في تل رأس شمرا قرب مدينة اللاذقية الساحلية، وهي أول وأكمل أبجدية في التاريخ، وتعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، يقول: «لكل إنسان وطنان.. وطنه الأم وسورية».
ولعل ما دفع فيرلو لإطلاق هذه العبارة هي معرفته بحضارة هذه البقعة الجغرافية المتميزة بخصوبة أرضها وإنسانها المصارع الذي كان سباقاً في اختراع الكتابة الأولى (الصورية ومن ثم المسمارية) وإنشاء المدرسة الأولى وإطلاق الشعاع الأول وممارسة الحياة الديمقراطية والإصلاح الاجتماعي وفي ابتداع أول برلمان.
حين نذكر سورية نذكر حضارات باسقة قامت فيها منذ أربعة آلاف عام قبل الميلاد، كحضارة الفينيقيين القديمة التي وصلت إلى الشمال الإفريقي، وتمركزوا في قرطاج (تونس) عاصمة لهم، وتمددوا على الساحل الإفريقي، ومن يزورها يعرف الرابط القوي بين عشتار الفينيق وقرطاج، وكذلك كان الكنعانيون العرب في الشام وعاصمتهم دمشق.

وحين قامت حضارة”الآلاخ” في بقعة سميت بعدها “إنطاكية”، نذكر الأشوريين وماري والأنباط وتل حلف وغيرها.
وجاء الآراميون إلى سورية والعراق وشمال الجزيرة العربية وآسيا الصغرى ومنهم جاء إبراهيم الخليل من أور 1850 قبل الميلاد، وانتشرت لغة الآراميين إلى الإمبراطورية الفارسية في عهد “داريوس”.
وقامت في بلاد الشام ممالك كثيرة اذكر منها مملكة شمس ومملكة زنوبيا وغيرها.
ما عرضته في هذه المقدمة المختصرة، إلا لأؤكد على أن سورية حملت لواء الحضارة في زمن بعيد التي أعطت أول أبجدية للعالم، ولا تزال تعطي العالم الكثير من الأفكار والمواقف الحضارية.
أسوق ذلك مع تزامن حدث مهم هو تقليد عالم الآثار الدكتور باولو ماتييه وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة الذي منحه السيد الرئيس بشار الأسد، تقديراً لإنجازاته المهمة في مجال التنقيب الأثري في مملكة إيبلا طوال 59 عاماً من العمل مكتشف مدينة إبلا الأثرية، في موقع تل مرديخ بالقرب من بلدة سراقب في محافظة إدلب.
هذا العالم الذي أعرفه جيداً وكانت القيادة السياسية تكرمه كل عام عند انتهاء عمله السنوي قبل أن يغادر إلى بلده لقضاء عطلة الميلاد ورأس السنة الميلادية.
الحديث عن الهوية والتاريخ والتراث المادي وحماية هذا التراث الذي كان هدفاً صريحاً من أهداف الحرب على سورية والتي استهدفت تاريخ سورية وتراثها كجزء أصيل من التاريخ والتراث العالمي لا بل هو في قلب هذا التاريخ وأحد أبرز أعمدته.
لذلك يحق للسوريين أينما كانوا أن يعتزوا بأمتهم السورية التي كانت على مر الأزمنة والعصور، وما زالت، أمة معطاءة، خيّرة، أعطت العالم عطاءات سخية دون حساب وفتحت للبشرية دروب الخير والتعارف والتفاعل والسلام، وأعطت للعالم إسهامات حضارية إنسانيّة ولما يختزنه تاريخها الفكري – الثقافي والسياسي والاجتماعي من فن وعلم وفلسفات وشرائع وملاحم وأساطير وعبقريات وبطولات وإنجازات.

آخر الأخبار
من الانغلاق إلى الفوضى الرقمية.. المحتوى التافه يهدد وعي الجيل السوري إزالة التعديات على خط الضخ في عين البيضة بريف القنيطرة  تحسين آليات الرقابة الداخلية بما يعزز جودة التعليم  قطر وفرنسا: الاستقرار في سوريا أمر بالغ الأهمية للمنطقة التراث السوري… ذاكرة حضارية مهددة وواجب إنساني عالمي الأمبيرات في اللاذقية: استثمار رائج يستنزف الجيوب التسويق الالكتروني مجال عمل يحتاج إلى تدريب فرصة للشباب هل يستغلونها؟ تأسيس "مجلس الأعمال الأمريكي السوري" لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دمشق وواشنطن تسهيل شراء القمح من الفلاحين في حلب وتدابيرفنية محكمة سوريا تلتزم الحياد الإقليمي وسط تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران مدينة طبية في إدلب..خطوة جديدة لتعزيز القطاع الصحي تفاصيل جديدة لـ "وول ستريت جورنال" .. هكذا نفذ الموساد عملية معقدة في قلب إيران بيدرسون: المرسوم 66 خطوة مهمة توافق الإعلان الدستوري على توقيت اقتصاد سوريا.. خبيران لـ"الثورة": من أراد النجاح فعليه أن يضبط ساعته على عجلة مستقبلها تراجع عدد السوريين المسجلين وفق الحماية المؤقتة في تركيا لجنة لدراسة الصكوك العقارية لعقود الإيجار.. ومحال الفروغ قاب قوسين أو أدنى من وصولها للحل معبر البوكمال .. تعزيز لعراقة العلاقة الثنائية والارتباط الاقتصادي مع العراق اكريم لـ"الثورة": سوق ... مقتل "شمخاني" ضربة موجعة لـ"عقل إيران الاستخباراتي" في سوريا  وزير الزراعة: تحديث الروزنامة الزراعية شهرياً ومصلحة المزارع أولوية وطنية ماذا تحمل الزيارة المرتقبة للوزير الشيباني إلى لبنان؟