كلام بكلام

يُقال ” قص صوف الأكباش أفضل بكثير من سلخ جلد الحملان ” وهو ما يجب أن يُترجم على الإصلاح الضريبي الذي يتم العمل عليه للوصول إلى قانون ضريبي عصري ومرن قابل للتطبيق على أرض الواقع.

إحداث نوع من التغيير بالملف الضريبي بات حاجة ملحة لمحو الصدى السلبي للضريبة من أذهان المواطنين، خاصة وأن البعض يحاول رمي أي قانون جديد بالبيض الفاسد من خلال اتهامه بأنه مجرد تعديلات وليس إصلاحاً بالمعنى الحقيقي .

أذكر أن وزارة المالية في العام ٢٠١٤ كانت تسعى إلى تغيير اسم الضريبة إلى مسمى ” المساهمة الوطنية في الإنفاق العام للدولة ” إلا أنها لم تفعلها حينها وما حدث ويحدث حتى الآن في هذا السياق مجرد تشكيل لجان لم تصل حتى وقتنا الراهن إلى رؤية واضحة وشفافة لنظام ضريبي جديد في سورية.

لا ننكر أن وزارة المالية عملت خلال الفترة الماضية على إصدار عدد من القوانين والتشريعات وبعض التعديلات التي تصب بالمصلحة العامة سواء لجهة التحصيلات الضريبية المحقة من بعض المطارح الضريبية وتحقيق نوع من العدالة الضريبية رغم اختلاف الآراء حول مفهوم هذه العدالة التي اعتبرها البعض جائرة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

قد لا يهم المواطن العادي كثرة تلك القوانين بقدر ما يهمه أنها لن تمس جيوبه وأن تتوجه نحو رجال الأعمال وأثرياء الحرب فمن يدفع الضرائب بشكل حقيقي هم أصحاب الدخل المحدود من الموظفين في الدولة.

أي إصلاح ضريبي لابد أن يكون مرتبطاً بإصلاح مالي واقتصادي فالإصلاح الضريبي هو ترجمة للسياسة المالية التي تُعد بحد ذاتها ترجمة للسياسة الاقتصادية.

الإصلاح الضريبي لا يمكن أن يتم دون إعادة هيكلة الضرائب لرفع كفاءة التحصيل بشرط ألا تمس الطبقات الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود، فتوسيع الأوعية الضريبية يعني أن نحقق عدالة ضريبية.

والعدالة الضريبية ليست ضرباً من الخيال بل هي قيد التحقيق في الكثير من الدول التي تعي معنى الضريبة اجتماعياً والمساواة من خلال إخضاع جميع المكلفين بمركز اقتصادي واحد إلى عبء ضريبي متساوٍ بمعنى الانتقال من نظام الضرائب النوعية إلى الضريبة العامة الموحدة.

وحتى لا نبخس وزارة المالية جهدها الأخير من خلال التحصيلات المالية التي وصفت بالجيدة، إلا أنها ما زالت في بداية الطريق لجهة تصويب تلك الضريبة والتوجه نحو الأثرياء الجُدد الذين حققوا أموالاً طائلة خلال سنوات الحرب ويتهربون ضريبياً فلماذا لايتم فرض ضريبة على الثروة بنسبة معينة ؟

نعلم جميعاً أننا بحاجة إلى إيرادات لتوسيع الإنفاق العام لكن يجب ألا تكون على حساب فئة دون الأخرى فهل نصحح البوصلة الضريبية لترجمة معنى الضريبة كأداة تنموية واجتماعية؟..

آخر الأخبار
الرئيس الشرع إلى البرازيل.. فهم عميق للعبة التوازنات والتحالفات      هل يشهد سوق دمشق للأوراق المالية تحولاً جذرياً؟  لحظة تاريخية لإعادة بناء الوطن  وزير الاقتصاد يبحث مع نظيره العماني تعزيز التعاون المستشار الألماني يدعو لإعادة اللاجئين السوريين.. تحول في الخطاب أم مناورة انتخابية؟ صناعة النسيج تواجه الانكماش.. ارتفاع التكاليف والمصري منافس على الأرض القهوة وراء كل خبر.. لماذا يعتمد الصحفيون على الكافيين؟ إعادة التغذية الكهربائية لمحطة باب النيرب بحلب منظمة "يداً بيد" تدعم مستشفى إزرع بمستلزمات طبية إعادة الإعمار والرقابة وجهان لضرورة واحدة حملة لإزالة الإشغالات في أسواق الحميدية ومدحت باشا والبزورية محافظ درعا يبحث مع السفير الإيطالي الاحتياجات الخدمية والتنموية من الدمار إلى الإعمار... القابون يستعيد نبضه بالشراكة والحوار الموارد البشرية المؤهلة … مفتاح التغيير المؤسسي وإعادة البناء بدء مشروع تخطيط طريق حلب – غازي عنتاب كيف فرضت "البالة" نفسها على جيوب الحلبيين؟ سوريا تؤكد أمام اليونسكو التزامها بالتحديث التربوي الأمم المتحدة: بدء مرحلة ميدانية جديدة في سوريا للبحث عن المفقودين بعد سقوط النظام انتهاكات إسرائيلية ضد المدنيين وعمليات توغل هستيرية الشهر المنصرم صدام الحمود: زيارة الشرع لواشنطن تعيد سوريا إلى واجهة الاهتمام الدولي