توقعوه في العام 2020 الذكاء الاصطناعي وتفوّق الروبوتات بين الواقع والخيال

سهيلة إسماعيل:
يعرض مؤلف كتاب «فيزياء المستحيل « ميشيو كاكو الأمريكي من أصل ياباني وبترجمة دقيقة للدكتور سعد الدين خرفان، عدة قضايا علمية وردت في قصص الخيال العلمي وفي بعض الروايات الأدبية أو الأفلام السينمائية، ثم درسها العلماء ليثبتوا صحتها وإمكانية تحققها في المستقبل، واللافت أنه عند ورودها في تلك الأعمال كانت تبدو مستحيلة التحقق لكن أغلبها أصبح واقعاً وحقيقة، كالهواتف النقالة وقدرة الحواسب وغيرها، وحديثا تثير قضية «الذكاء الاصطناعي» والاعتماد على الروبوتات التي تشكل حديث الساعة الكثير من الأسئلة والقضايا.
أنا روبوت
يقول كاكو إنه في الفيلم المعروف «أنا روبوت» المستوحى من قصص إسحق أسيموف سُينشّط النظام الروبوتي الأكثر تقدماً في العام 2035، ويسمى نظام فيكي، وهو نظام افتراضي تفاعلي حركي، وقد صُمم لتشغيل العمليات في مدينة كبيرة دون خطأ، حيث يتم التحكم بكل شيء من نظام النقل إلى إمداد الكهرباء وآلاف الروبوتات المنزلية بواسطة النظام المذكور، وهدفه خدمة البشرية، لكن في أحد الأيام يسال فيكي السؤال الأهم: من هو العدو الأسوأ للبشرية؟ ويستنتج رياضياً أن أسوأ عدو للبشر هم البشر ذاتهم، فهم يلوثون الكوكب ويشعلون الحروب، لذلك فإن الطريق الوحيد أمام فيكي لتنفيذ مهمته هو السيطرة على الحكم وخلق ديكتاتورية عادلة للآلة، إذن يجب استبعاد البشر لإنقاذهم من أنفسهم، ويتضمن الفيلم أسئلة من مثل: هل يمكن للآلة أن تسيطر يوماً ما؟ هل يمكن للروبوتات أن تصبح متقدمة إلى درجة تشكل فيها التهديد الأكبر لوجودنا ؟ وكان جواب العلماء بالنفي لأن فكرة الذكاء الاصطناعي فكرة سخيفة بحد ذاتها، والعقل البشري هو أعقد نظام موجود حتى الآن، وشبهه بعض العلماء بالرخويات التي تحاول إجراء التحليل الفرويدي، وهي لا تمتلك الأدوات الفكرية لذلك.
الذّكاء الاصطناعيّ تاريخيّاً
لقد سحرتنا فكرة الآلات التي تعمل وتنفذ مثل البشر، من الرجل القصديري في فيلم «الساحر أوز» إلى روبوتات الأطفال لسبيلبيرغ في الذكاء الاصطناعي إلى الروبوتات القاتلة في القاتل.
وفي الأسطورة اليونانية صنع الإله فولكان خادمات ميكانيكية من الذهب، ومنذ العام 400ق.م كتب الرياضي اليوناني آركيتاس من تارينتوم حول إمكانية صنع طائر آلي يتحرك بقوة البخار، كما صمم هيرو من الإسكندرية في القرن الأول بعد الميلاد آليات يمكن أن لأحدها التكلم كما تقول الأسطورة . وفي العام 1495 رسم ليوناردو دافنشي رسومات لفارس آلي يمكنه الجلوس والتلويح بذراعيه وتحريك فكيه ورأسه. ويعتقد المؤرخون أنه كان أول تصميم للآلة الإنسان .
يتابع المؤلف فيقول: إن كلمة روبوت جاءت من المسرحية التشيكية آر.يو.آر لمؤلف المسرحي كارل كابك في العام 1920 , وتعني « العمل الحقير» في اللغة التشيكية وعمل في اللغة السلوفاكية، وفي المسرحية تقتل الروبوتات صانعيها وتقتل العلماء الذين يمكنهم إصلاحها وصنع روبوتات جديدة، وهكذا تحكم على نفسها بالفناء، لكنْ يكتشف روبوتان مميزان أنهما يمتلكان القدرة على إعادة التناسل ليصبحا آدم وحواء من جديد.
ويأتي اختلاف الذكاء الاصطناعي عن التقانات الأخرى لأن قوانينه لا تزال غير مفهومة، ويعدّ أكثر الأشخاص تفوقاً في مجال الذكاء الاصطناعي الرياضي الإنكليزي آلان تورنغ، وقد تصوّر آلة دعيت «آلة تورنغ»، وساهم من خلال اختراعاته في مد الحرب العالمية الثانية، وكان له دور في التخطيط لغزو النورماندي وهزيمة ألمانيا، وبدل تكريمه تمت ملاحقته حتى انتحر في العام 1954 من خلال أكل تفاحة مغموسة بالسيانيد، وكرمته شركة آبل للحاسوب بجعل شعارها عبارة عن تفاحة أخذ منها مقدار عضة.
وانقسم المختصون بعلم الفيزياء بين مدافع عن الروبوتات ومعارض لها، فهي تدرك بناء الجمل لكنها لا تعرف دلالاتها .
بدون مشاعر
يتابع كاكو في كتابه الممتع قائلاً: يتعلق أحد المواضيع الدائمة في الفن والأدب بالكائن الميكانيكي الذي يحن ليصبح بشراً يشارك في العواطف الإنسانية، ولعدم قناعتهم بأن يكون مصنوعا من الأسلاك والفولاذ البارد فإنه يرغب في أن يضحك ويبكي ويحس بالمتع العاطفية لبني البشر، ولأن عواطفنا تمثل أعلى صفة منصفات كوننا بشراً، فلن تتمكن أي آلة من الاستمتاع بغياب الشمس أو الضحك عند سماعها طرفة، بينمارأى فريق آخر من العلماء أن العواطف أبعد من أن تكون فحوى البشرية، وهي نتاج ثانوي للتطور، وحين تصبح الروبوتات أكثر تطوراً فقد تمتلك هي أيضاً عواطف، ويعتقد خبير الحاسوب هانز مورافيك أن الروبوتات ستُبرمج بعواطف مثل: الخوف لحماية ذاتها.
وفي النهاية، هل تتفوق الحواسب علينا في الذكاء ؟ والجواب على السؤال من قبل علماء الفيزياء إنه لا يوجد شيء في قوانين الفيزياء يمنع ذلك .

آخر الأخبار
"الأشغال العامة": إكمال المشاريع المتعثرة وحلول للجمعيات السكنية محلل تركي لـ "الثورة": زيارة فيدان إلى دمشق محطة مفصلية لمواجهة مشاريع التقسيم ودعم وحدة سوريا  79 بالمئة النجاح في التعليم الشرعي الأساسي.. تمكين القيادة في الصيدلة.. الفرقة الفتية تنظم ملتقى "PHARMA BRIDGE" في طرطوس تعزيز ثقافة النظافة في طرطوس تحسين الشبكة الكهربائية.. استبدال وغسيل خطوط التوتر العالي بدرعا  مدير  الاستجابة في "الطوارئ وإدارة الكوارث": حرائق الغابات في الساحل كارثة بيئية معقدة مصر وتركيا تجددان التأكيد على وحدة الأراضي السورية وتبحثان تعزيز التعاون مع دمشق  مشروع الغاز الأذربيجاني عبر تركيا إلى سوريا.. تعاون إقليمي لتعزيز البنية التحتية للطاقة  البدء بالمرحلة الأولى من مشروع أتمتة خدمات بلدية التل إدخال سيارة إلى باحة المسجد الأموي وتوضيح واعتذار من وزارة الأوقاف استهداف قافلة للهلال الأحمر في الجنوب دون إصابات والمنظمة تتعهد بمواصلة مهامها الإنسانية  3000 مراجع لشعبة العينية في مستشفى الجولان الوطني "صحة القنيطرة".. الالتزام بالإرشادات للوقاية من أضرار ارتفاع درجات الحرارة بازار "يداً بيد" في مدينة جبلة لدعم المشاريع الصغيرة مرافق صحية مسبقة الصنع لمراكز إيواء المهجرين في درعا Tesaaworld  بين الحاجة وعدم الاستغناء.. سوريا تعمل مع جميع القوى العظمى دون الخضوع لأحد  موجة حر غير مسبوقة تضرب سوريا والأرصاد الجوية تحذر من آثارها الصحية والبيئية  قتيبة إدلبي: لا وحدة حقيقية بمؤتمرات طائفية ودمشق منفتحة على الحوار  حمايتهم مسؤولية الجميع واستثمار لغد أفضل.. "عمالة الأطفال" خطر يهدد مستقبلهم