كانت ومازالت الامتحانات تشكّل مصدر قلق للكثير من الطلاب والأسر وخاصة امتحانات الثانوية العامة التي هي الفيصل للدخول إلى الجامعة فتكون هي مفتاح الطالب لمستقبله في تحديد الكلية التي سينخرط في ظل سقفها وعلى مدرجاتها كي يرسم ملامح مستقبله العملي ،لهذا ما أن تبدأ أيام الامتحانات إلا ويتجند الأهل في خدمة أولادهم والاتفاق مع أمهر المعلمين والمعلمات وخاصة في المواد العلمية .
لكن وفي ظلّ الفساد الذي استشرى تخوض الأسرة وولدها معركة من نوع آخر خلال الامتحانات، وربما تدفع النفقات الكبيرة لسماسرة الامتحانات من ضعاف النفوس.
اذا الامتحانات كانت وما زالت خاصة في ظلّ الأزمة التي نعيشها تشكل مرحلة توتر يؤرق الكثير من الطلاب وأسرهم، لكن هذا الأمر الذي صنعته الظروف القاسية في ظلّ انقطاعات التيار الكهربائي، دفع أو لنقل أنتج هؤلاء السماسرة الذين بتنا نراهم أمام المدارس وقبل أيام الامتحان يمارسون بيع وشراء في المراكز الامتحانية ،وهذا واقع معاش من قبل الكثيرين ومنهم بعض العاملين في التربية.
طبعاً ما أشرنا إليه نقصد سماسرة الامتحانات المتواجدين أمام بعض المدارس ،والذين يوهمون الطلاب وأهاليهم أنهم قادرون على تحقيق العلامات التامة من خلال رؤساء المراكز، أو رؤساء المجمعات التربوية، بعيداً عن الاجتهاد والذكاء والجدّ في الأداء.
طبعاً التربية مشكورة تلاحق هؤلاء السماسرة كونهم يسيئون للعملية التعليمة من جهة ،وللشهادة السورية من جهة ثانية ،لكن هذه المتابعة تحتاج لمساعدة المجتمع الأهلي الغيورعلى مصلحة الطلاب الذين لا يحتاجون خدماتهم المزعومة، ونعتقد أن كلّ من يسهم في عدم إبلاغ المعنيين بهؤلاء يكون شريكاً لهم ،خاصة وأن وزارة التربية لا تألو جهداً في جعل الامتحانات العامة نزيهة وشريفة تحاكي كلّ المستويات العلمية والمعرفية لدى الطلاب .