الثورة – عبير علي:
«حرفة الفسيفساء الزجاجي حرفة قديمة تعود لأيام السومريين ثم الروم، وتعتبر من أرقى الفنون في بلاد الشام»، بهذا التوصيف بدأت الحرفية رنا بكاري حديثها لصحيفة الثورة عن حرفتها التي تعلمتها بحب وشغف لوحدها، وتعمل بها منذ 20 عاماً وسعت إلى تطويرها وتطوير أدواتها، ولم تكتف بذلك بل عملت على تعليمها لعدد كبير من السيدات حتى أصبحت مصدر رزق لهن.
الفسيفساء عبارة عن أحجار أو بلورات صغيرة ملونة من الزجاج أو الرخام تقطع بشكل مربع أو عشوائية، وتنفذ على الجدران والأرضيات والأسقف بلوحات فسيفسائية جميلة أو بصنع مجسمات مختلفة، وعبرت بكاري عن عشقها لهذه الحرفة وعن الإحساس الجميل بينها وبين الزجاج وعدم خوفها من جرحه لها، وهي تمسك الزجاج وتضمه بقبضة يديها وتكسره وتقطعه مع العلم أن الزجاج مؤذ بل وتشعرك بالدهشة، وهي تحمل الزجاج المكسر الناعم براحتي يديها دون تردد أو وجل. أما الأدوات المستخدمة في هذه الحرفة فهي: آلة قص الزجاج، قطاعة، ورق الزجاج، مواد لاصقة، مواد إسمنت، رمل، زجاج ملون على مستويات مختلفة أو سيراميك إضافة إلى مادة الجبصين والغراء والصبغة.
عن طريقة العمل قالت أنها تقوم أولاً برسم الصورة المحددة وبعدها يتم لصق الزجاج المربع فوق المساحة المخصصة والمهيأة مسبقاً، حيث تركب المكعبات وتثبت فوقها بإضافة طبقة رقيقة من مواد الإسمنت. وعند الانتهاء من اللوحة تستخدم ورق الزجاج «لبردغة» القطعة أو آلة الجلخ إضافة إلى مواد أخرى لتلميع القطعة. وختمت حديثها بالقول: «في أوقات كثيرة لا يتطلب عملي رسم اللوحة مسبقاً بل أعمل مباشرة من خيالي وأصمم مجسمات وأشتغل عليها وأحياناً أخرى تكون وفق طلب الزبون». يذكر أن بكاري درست الفنون الجميلة وهي مصممة أزياء وحالياً المسؤول الثقافي والإعلامي للجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية.
التالي