الثورة – رانيا حكمت صقر:
في زمن يزخر بالفنون والابتكارات، يظهر محمد خضر أسعد بقصة ملهمة تبين كيف يمكن لشغف بسيط أن يتحول إلى فن متقن يصنع بصمة فريدة من نوعها.. فنان “الفيلوغرافيا” أو ما يُعرف بفن “الخيط والمسمار”، الذي دمج بين مهنته كنجار معماري ورؤيته الفنية، ليخلق لوحات تنبض بالابتكار والصبر، وتؤكد أن التعبير الفني لا يتوقف عند حدود الإمكانيات أو المكان.
منذ الطفولة، كان الفن جزءاً لا يتجزأ من حياته، هذا ما تحدث به لصحيفة الثورة عن تجربته بفن “الفيلوغرافيا”، فقد جرب أدوات وتقنيات عدة، بدءاً من الرسم بالرصاص والفحم وصولاً إلى الرسم بالبصمة، لكن عندما تعرّف على هذا الفن شعر وكأنه وجد نغمة روحه الخاصة.
يقول: “الفيلوغرافيا ليست مجرد خيط ومسمار، بل هي مزيج من الهندسة والصبر والدقة.
“يبدأ اسعد رحلته الفنية باختيار لوح خشبي متين، يضع عليه التصميم الذي يراه بوضوح في مخيلته، ثم يبدأ في توزيع المسامير بعناية فائقة لتعكس الشكل المطلوب بدقة، بعدها ينتقي ألوان الخيوط بشكل فني، بحيث تضفي كل قطعة خيط عمقاً وظلّاً مميزين على اللوحة، ويسير بخيوطه مسماراً تلو الآخر حتى تتكون لوحة تبدو وكأنها رسمت بريشة فنان ماهر، لكنها في الواقع مكوّنة من مئات الأمتار من الخيط المنسوج بعناية.
تحديات كثيرة واجهته، فقد تعلم “الفيلوغرافيا” بنفسه بعد محاولات وإخفاقات متكررة، ونقص في الأدوات والمواد التعليمية، لكن بفضل إصراره وصل إلى مستوى فني مميز، كما أن التوفيق بين عمله اليومي كنجار معماري وبين ساعات العمل الطويلة التي تتطلبها كل لوحة كانت من أصعب المحطات التي مرَ بها، ويؤكد أن “الفن هو ملاذه، ومن دونه لا يستطيع العيش.
“ويرى أن فنه يحمل رسالة بسيطة لكنها عميقة: “الفن لا يعرف حدوداً، لا بالمكان، ولا بالمهنة، ولا حتى بالإمكانيات.
إذا كان لديك شغف وإصرار، تستطيع أن تحوّل أي فكرة أو خامة بسيطة إلى عمل فني يلهم الآخرين”.
لم يشارك أسعد حتى الآن في أي معرض فني، لكن أعماله وصلت إلى جمهور واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويأمل أن يصل بفنه إلى الجمهور خارج سوريا، ليُثبت للجميع أن الإبداع يمكن أن ينبثق من أبسط الخامات وأصغر الفرص.