234 عاماً بعد الثورة الفرنسية.. إلى أي حد يمكن القول إن فشلها ساهم في إنتاج الكيان الإسرائيلي في منطقتنا؟
أ. د. جورج جبور:
ليس من الشائع القول بأن الثورة الفرنسية قد فشلت. هي غيرت العالم. هي ثورة من أجل حقوق الإنسان. هي التي اقترن ذكرها بذلك الإعلان الشهير الخاص بحقوق الإنسان والمواطن.
كان ذلك عام 1789
ثم في 1894 ، بعد 125 عاماً من نجاح الثورة الباهر ثبت أنها فشلت في استئصال العنصرية من القيادات الفرنسية ومن الجماهير الفرنسية.
ذلك ما تشهد به حادثة تعرف باسم: “مسألة دريفوس”.
أثق أن الزملاء قراء هذه الصفحة يدركون تماما أساسيات تلك “المسالة”. هي جعلت سياسة فرنسا لعقود مصنفة في جبهتين: الدريفوسيون ومناهضو الدريفوسيين.
أما دريفوس فهو – يقال – ضابط متفوق (يهودي الديانة) أثار حقد زملائه الضباط الكاثوليك فابتدعت له تهمة خيانة فرنسا لصالح ألمانيا.
لن استفيض. ربما أن لكل فرنسي نظرته الخاصة إلى ما كان دريفوس وكيف عولجت التهمة.
بل – وكما أذكر وأرجو أن أصحح – ربما ما تزال نشطة مطالبات لم تتم تلبيتها تود لدريفوس أن يعاد دفنه في البانتيون.
انتقل إلى بيت القصيد.
يقول هرتزل في مذكراته إن مسألة دريفوس جعلته صهيونياً، هو المتشبع بروح عصر الأنوار. فوجىء بالحقد الفرنسي العميق على اليهود.
ها هو بعد عام واحد يصدر كتاباً عن “دولة اليهود” وبعد ثلاثة أعوام يعلن قيام “المنظمة الصهيونية العالمية” في مدينة بال.
لم يتوجه “الثأر” لدريفوس إلى فرنسا.
توجه إلى مكان جعلنا هنا في سورية الطبيعية ضحية الضحية دريفوس.
هل بالإمكان أن نستعد خلال شهر، من 14 حزيران، من اليوم، لكي نتدارس في 14 تموز، مدى تأثير العنصرية الفرنسية ضد اليهود بعد قرن وربع من الثورة الفرنسية على إنتاج عنصرية صهيونية تتجلى يومياً كما يعرف ذلك كل فلسطيني وفي المقدمة مسؤولو دولة فلسطين؟
* الساعة 8 و 32 دقيقة مساء الأربعاء 14 حزيران 2023.