ثورة أون لاين- محرز العلي:
لم يتحرك الضمير الإنساني لدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وهو يشاهد ويتابع المجازر المروعة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ،والتي سقط فيها الأطفال والنساء والشيوخ وهدمت ألاف المنازل واستهدفت المستشفيات وتقطعت السبل بالمواطنين الفلسطينيين حيث لم يعد هناك مكان امن من قصف طائرات الاحتلال ومدافعه حتى مقرات الأمم المتحدة كانت هدفا لآلة القتل والدمار الإسرائيلية، ولم يدافع كي مون حتى عن موظفيه عبر اتخاذ خطوات جادة من شأنها إلزام إسرائيل باحترام قرارات الشرعية الدولية أو حتى مؤسسات المنظمات الدولية التي تقدم المساعدات الإنسانية لشعب يعاني الحصار الجائر منذ أكثر من ثماني سنوات ما يشير بوضوح إلى إن الأمين العام بات مجرد موظف ينفذ أوامر أسياده في البيت الأبيض والكيان الصهيوني.
الأمين العام للأمم المتحدة استفاق ( ضميره الإنساني) فجأة لدى مقتل جنديين إسرائيليين واسر جندي أخر حيث طالب بالإفراج الفوري عن الجندي الأسير دون قيد أو شرط محملا المقاومة الفلسطينية مسؤولية ما يجري في القطاع، في حين ظل ضميره نائماً حيال استشهاد أكثر من 1600 فلسطيني وجرح الآلاف بالقصف الإسرائيلي الوحشي المتواصل منذ أكثر من 26 يوما، فلم يستيقظ لمشاهد أشلاء الأطفال والقتل والدمار الذي طال البشر والحجر في غزة ما يجعله بعيداً كل البعد عن ممارسة دوره كأمين عام للأمم المتحدة وعن مهمته الأساسية والمفترضة في نصرة القضايا العادلة والعمل على حماية الأمن والسلم الدوليين.
مواقف كي مون الأخيرة التي ضلل بها الرأي العام حيث جعل الجلاد ضحية والضحية جلاداً معبراً عن انحيازه الفاضح للكيان الصهيوني ومبررا جرائمه ومجازره ما ينسجم تماما مع مواقف الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية الاستعمارية التي أشبعت شعوب المنطقة بشعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي تستخدمها ذريعة لبث الفوضى والفتن الطائفية والمذهبية لتحقيق مخططها التقسيمي للمنطقة، وبما يحقق مصالحها وضمان امن الكيان الصهيوني، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على خضوع كي مون للإملاءات الصهيواميركية، ويكشف الوجه القبيح للقوى الاستعمارية التي وفرت الحماية لهذا العدوان الإسرائيلي وزودته بكل أدوات القتل والتدمير التي يستخدمتها في قتل أطفال غزة ونسائها .
لقد فقد كي مون مصداقيته وأساء لصدقية الأمم المتحدة بسبب مواقفه المنحازة لإسرائيل وتعاميه عن أعمالها الوحشية وهذا يحتم على المقاومة عدم التعويل على المنظمة الأممية والاستمرار بالعمل المقاوم لصد العدوان وإفشال أهدافه وإلحاق الهزيمة بالعدو، فعلائم الخوف والذعر والانهيار دبّت في صفوف جنود الاحتلال وفي جبهته الداخلية ما يوحي بحتمية انتصار المقاومة وفشل العدو في تحقيق أهدافه ما يمهد الطريق أمام فرض شروط المقاومة المنتصرة وفي مقدمتها رفع الحصار الجائر عن قطاع غزة .