الثورة- ميساء العجي:
مع بداية فصل الصيف وموسم العطلة المدرسية تبدأ من جديد معاناة أخرى للأهالي مع أبنائهم الذين يمتلكون من الطاقة الكثير وكانوا يفرغونها إما بالدراسة أو من خلال اللعب مع أقرانهم والأنشطة العديدة التي يقومون بها خلال أيام المدرسة.
أما اليوم فهم يقضون أوقاتهم إما أمام شاشة التلفاز في ساعات حضور الكهرباء أو الكمبيوتر أو اللعب بالشارع والحدائق العامة ما يسبب خطراً على صحتهم.
لذلك نجد العديد من الأسر والعوائل وخاصة عندما يكون أحد الوالدين أو كليهما موظفاً ولساعات طويلة بعيدين عن أولادهم، مادفعهم إلى تسجيل أبنائهم في مراكز أنشطة صيفية تقوم على تنظيم برامج ترفيهية منهجية وإكسابهم مهارات مفيدة لتتخذ مشكلة العطلة الصيفية بعداً مالياً وشكوى من غلاء الأندية والمراكز الصيفية مما يثقل جيوب الأهالي خاصة في هذه الظروف.
أسباب موجبة
إلا أن أم احمد وهي موظفة في الاتصالات تقول إن دوامها طويل لدرجة أنها لا تستطيع إبقاء طفليها لوحدهما بالمنزل لذلك تضطر وزوجها إلى وضعهم في النادي الصيفي القريب من منزلهما، هذا الواقع فرض عليهما التقنين في المصاريف من كافة النواحي كي يوفرا قسط النادي الصيفي .. ما أشعرها بالراحة والطمأنينة لتواجدهم بالقرب منها.
أما فريال عمورين ربة منزل فهي لا تستطيع أن تضع أبنائها الأربعة بناد صيفي إذ لا يوجد سوى مدخول واحد في المنزل وهو راتب زوجها الموظف، فيما أسعار النوادي مرتفعة جداً وهذا يشكل عبئاً مالياً كبيراً عليها ، لذلك هي تسعى كما تقول إلى إخراجهم من المنزل مرة واحدة كل أسبوع لزيارة الأهل والأقارب وتحاول أيضاً أن تعمل على تقديم انشطة وألعاب لهم داخل المنزل للتخفيف من الملل ما أمكن.. إلى جانب زيارة الحديقة العامة مرتين بالأسبوع كي يستمتعوا باللعب أمام عينيها.
روان الحسن مدرسة بمدارس ريف دمشق الخاصة تقول إن العطلة الصيفية هي نتاج ما يتم مشاهدته خلال العام الدراسي من نقاط ضعف لدى الطلبة وتحويلها إلى أرض الواقع كدروس تقوية لمواد اللغة العربية والإنكليزية والرياضيات إضافة إلى النشاطات الترفيهية المتعددة للأطفال تناسبهم من جميع النواحي نفسياً عمرياً فكرياً.
أثرها إيجابي
وذكرت ابتسام سلهب مدرسة علم نفس أن النوادي الصيفية هي فرصة لإكساب الطفل مهارات تتناسب ومستواه العمري وتعويده على الابتعاد عن والديه دون الشعور بالخوف والقلق والاعتماد على النفس موضحة أن النوادي الصيفية يجب أن تحمل مستويات ثقافية ضمن برامج لها خصوصية مجتمعية بحيث تحقق في نهاية العطلة الصيفية استثمارات نافعة للوقت الحر من جهة، وزيادة المهارات التخصصية للطلبة والبناء وفق مستويات النمو عند كل فرد.
وتبين سلهب أن الأنشطة الصيفية لها أثر إيجابي على اندماج الأطفال مع بعضهم البعض على الرغم من أنهم قد يكونوا من مدارس ومناطق مختلفة بالتالي يكسبون صداقات ومهارات اجتماعية جديدة إضافة إلى الألعاب التي يتشاركون فيها والتي تعزز من روح الفريق لدى الطفل والعمل ضمن جماعة.
وكشفت أن الهدف من التحاق الطفل بالنوادي الصيفية هو عدم إهدار الإجازة الصيفية وقضائها في المنزل أمام التلفاز والانترنت والعمل على إشغاله بأدوات وأعمال تنمي مهاراته وترفع معدل نشاطه عند تنظيم وقته خلال الصيف كما أنها تتيح له فرصة التفاعل مع مجموعات من الأطفال في عمره بشكل منظم ليتعلم التواصل والتفاعل مع الآخرين.
وأكدت على وجوب استثمار كافة النوادي الصيفية ومدارس الأنشطة الصيفية بالشكل الأنسب من خلال تقسيمها إلى ثلاثة أقسام متفاعلة مع بعضها البعض أولها : هو قضاء الحاجات الأساسية من طعام وشراب، ووقت العمل والقراءة والوظيفة عند الكبار، والأوقات الحرة التي تشكل الجزء الأكبر من فترة النادي وبالتالي يجب استثمارها بالشكل الأمثل التي تناسب كل طفل حسب عمره وطاقته ومستواه.