الثورة- عبد الحميد غانم:
أمام الهزائم الكبيرة لنظام كييف المدعوم من الناتو، باتت وسائل الإعلام الرئيسية لهذا النظام مجبرة على الاعتراف بتلك الهزائم بعد أن أصبح من المستحيل إنكارها، وقد كشفت وسائل الإعلام الغربية عن تلك الهزائم التي منيت بها قوات النازية الجديدة، ولم تشفع الإمدادات الأوروبية والأميركية بالتخفيف من شدتها.
سيناريوهات الحرب التي تريدها إدارة بايدن تهدف لمنع انتصار روسيا عبر توسيع الحرب لتشمل كل أوروبا حتى لو اصطدمت بمعارضة أوروبية كبيرة أجبرت الناتو على نشر قاذفات وأسلحة من كل الأشكال لوقف التقدم الروسي، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل.
لذلك فإن كل هذه الخيارات لم تفلح تضعها أمام خيار صعب لا تريده إدارة بايدن، والذي يمكن أن يؤدي إلى مواجهة نووية مع روسيا، والتي يجري بالفعل الاستعداد لها، كما يتضح من أكبر التدريبات الجوية التي ينظمها الناتو على الإطلاق، والتي تجري حالياً في ألمانيا من خلال تعزيز القدرات النووية للحلف في القارة.
ومع ذلك لا توجد فرصة أمامها لنجاح هذا الرهان الخطير ولا أن تستسلم روسيا للابتزاز، لأن أميركا غير قادرة تماماً على ضمان سلامة الغرب إذا تجرأت على استخدام الأسلحة النووية أولاً، لأنه سيعرضها ويعرض الغرب للدمار بالكامل .
لم تعد الولايات المتحدة تحت قيادة رعاة الليبرالية الجديدة تحظى بثقة العالم، ولا حتى ثقة شعوبها ، لأنهم باتوا على يقين بأن هذه الإدارات الأميركية لن ترد بعقلانية بعد فشل الهجوم المضاد لوكلائها من النازية الجديدة في أوكرانيا والناتو.
خاصة وأنها على يقين أن انسحاب روسيا من جميع الأراضي التي يطالب بها نظام كييف أمر مستحيل، وأن العملية العسكرية الروسية ستتواصل حتى تحقيق أهدافها ولاسيما الحفاظ على الأمن القومي الروسي وتحرير الأراضي المحتلة من قبل نظام كييف النازي، وهنا هل ستقبل واشنطن الهزيمة ؟.
لا توجد فرصة لأن تقدم روسيا تنازلات أحادية الجانب بشأن مصالحها الأمنية القومية، ناهيك عن مواجهة الابتزاز النووي لليبرالية الجديدة، ولهذا السبب يجب على دعاة الحرب الليبراليين في الولايات المتحدة أن ينسوا هذه الفكرة.
وبغض النظر عن رد فعلهم على فشل “هجوم كييف المضاد” ، يجب أن يسترشد هؤلاء هذه الحقيقة وينزعوا فتيل الحرب بالوكالة بين الناتو وروسيا، لأنه سيكون من المستحيل الحصول على أي شيء، أو الاستمرار في تصعيد هذا الصراع.