فؤاد الوادي:
يعود مجدداً صمود أهلنا في الجولان العربي السوري إلى صدارة المشهد كحدث قد يساهم بطريقة أو بأخرى في إعادة رسم عناوين الواقع السياسي على الأرض، ولاسيما بعد المواقف والأفعال التي لطالما أبداها أبناء الجولان جراء ممارسات الاحتلال الاسرائيلي ضدهم وضد أرضهم وهويتهم وانتمائهم الحقيقي إلى وطنهم الأم سورية.
“اسرائيل” اليوم تعيش أزمات متراكمة لن تستطيع حلها بالهروب منها، بل بمواجهة الحقائق التي أهمها أنها كيان غاصب محتل، وأنها أمام شعب يأبى الخضوع والاستسلام لاسيما وأنها أمام ذاكرة مضمخة بشجاعة الجولانيين ورفضهم المطلق لكل قراراتها وممارساتها التي اتبعتها لاستكمال مخططاتها الاحتلالية، ولجعل قرار الضم واقعا على الأرض من خلال العديد من المشاريع الاحتلالية، والتي كان آخرها إقامة مراوح عملاقة في أراضي أهلنا في الجولان والتي لاقت رفضاً مطلقا ومقاومة شرسة من أبناء الجولان.
“إسرائيل” تعيد اليوم إنتاج نفسها ككيان مجرم وغاصب، عمل منذ احتلاله الجولان على تغيير معالمه جغرافيا وتاريخيا عبر عمليات الهدم الممنهجة للقرى العربية بعد طرد أهلها منها وإقامة المستوطنات اليهودية مكانها، واستبدال اسمائها العربية بأسماء عبرية، وعبر استبدال وإلغاء المناهج السورية وفصل المعلمين وإقالتهم، وإعلان كل مناطق الجولان مناطق تحت وصاية الحكم العسكري، هذا بالإضافة الى مطاردة وملاحقة الوطنيين ومصادرة الأراضي والمياه، ومنع قيام تجمعات أهلية ونواد محلية لأبناء الجولان فيما فرض نواد للهستدروت في محاولة لدمج الجولانيين في المؤسسات الاسرائيلية.
صمود أهلنا في الجولان العربي السوري ونضالهم المتواصل ضد الاحتلال الاسرائيلي هو جزء وامتداد لصمود ونضال الوطن الأم سورية في استعادة هذه البقعة الغالية الى حضن الوطن، هذا الصمود والنضال الذي لم يتوقف منذ احتلال الكيان الصهيوني للجولان العربي السوري والذي اتخذ أشكالاً وصوراً عديدة, بدءا من الحرب العسكرية التي قامت بها سورية في العام 1973 لاستعادة أراضيها المحتلة، وليس انتهاء بنضالها الدبلوماسي والسياسي الذي لم يتوقف لحظة لفضح غايات وأهداف الاحتلال الاسرائيلي في أراضي الجولان العربي السوري، ولإثبات الحق السوري في استعادته بكافة الوسائل والسبل.
لقد أثارت الدولة السورية قرار الضم الاسرائيلي الجائر للجولان على كافة المنابر السياسية والإعلامية العربية والأجنبية والدولية، حتى تبلور رأي عالمي رسمي رافض بشكل قاطع لكل القرارات والإجراءات والممارسات الإسرائيلية بحق أهلنا في الجولان.
اليقين السوري حاضر على الأرض وفي كل المواقف والأفعال السياسية والنضالية التي يجسدها أهلنا في الجولان العربي السوري كل لحظة، وهو يقين ثابت بأن هذه الارض ستعود إلى حضن الوطن عاجلاً ام أجلاً، فالمسألة مسألة وقت فقط، والعبرة في الخواتيم.