عبد الحميد غانم:
من جديد يضيف العدو الصهيوني حلقة جديدة إلى مسلسل تاريخه المتخم بالجرائم والعدوان والعنصرية ضد شعبنا العربي عموماً وأهلنا في الجولان السوري المحتل وفلسطين خصوصاً، هذه الجرائم المتواصلة التي تجسد الطبيعة العنصرية للحركة الصهيونية منذ قيام الكيان الإسرائيلي واغتصاب فلسطين وحتى الآن.
وفي المقابل، وردا على ذلك يثبت أهلنا في الجولان تشبثهم بأرضهم وتمسكهم بحقوق وطنهم من خلال رفضهم لسياسات العدو العنصرية ومقاومتهم لممارساته الإجرامية، حيث تصدوا أمس بصدورهم العارية، لاعتداءات قوات الاحتلال عليهم في قرية مسعدة ومنطقة الحفاير شرقها التي يعتزم إقامة توربينات هوائية عليها، ليعبروا بذلك عن موقفهم المقاوم لسياسات العدو التي أضرت بمصالح أهلنا في مسعدة، وعن رفضهم إقامة التوربينات على أراضيهم الزراعية، وتأكيدهم الثبات على أرضهم، ومواجهة كل مخططات العدو الرامية إلى تهجيرهم.
لم يتوان العدو الصهيوني منذ احتلاله الجولان عن محاولاته سرقة كل ثرواته الباطنية والزراعية والغذائية والاعتداء على أراضي الجولانيين وأرزاقهم ومحاولة فرض هيمنته وإرادته عليهم في محاولة لتهويد الجولان وطمس هويته وجعله جزءا من كيانه الغاصب، حتى الهواء لم يسلم من أطماع العدو ، فقد أقام العديد من التوربينات لاستغلال طاقة رياح الجولان لتحقيق أطماعه وفرض هيمنته وإرادته على المنطقة.
إن مواقف أهلنا في الجولان المحتل ووقفاتهم الشجاعة التي يعبرون عنها في مواجهة الاحتلال الصهيوني تعبر عن تشبثهم بأرضهم وإرادتهم المصممة على مواجهة الاحتلال ومشاريعه التهويدية، وتؤكد أن الجولان سوري الهوية والانتماء، وأن الاحتلال مصيره الزوال.
كما أن وقفات التضامن التي عبر عنها أبناء شعبنا في كل فعالياته السياسية والحزبية والشعبية والرسمية لأبلغ موقف عن الاهتمام الذي يوليه شعبنا العظيم لأهلنا الجولانيين ومكانتهم الغالية في دائرة الاهتمام الوطني باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من النسيج السوري، وبأن الجولان ليس في جنوب سورية بل هو في قلبها.
الطبيعة العدوانية التي تسود العقلية والممارسات الصهيونية منذ احتلال فلسطين، يتعامل بها اليوم النازيون والاسبارطيون الصهاينة الذين سبقوا كل مجرمي الحرب والإرهاب خلال تاريخ البشرية، في غيهم وصلفهم وعنصريتهم، وهي لم تعد تفلح أمام صمود شعبنا ومقاومتهم في الأراضي المحتلة، في الجولان وفلسطين، وأن ممارساتهم لن تمر دون مقاومة ومحاسبة وملاحقة قانونية دولية.
واذا اعتقد العدو الاسرائيلي أن دعم أميركا والغرب سيربحه الحرب، يكون مخطئا، فسورية ومهما كانت التحديات ستبقى متمسكة بجولانها وحقوقها الوطنية والعربية، وكما انتصرت إرادتها في مواجهة الإرهاب والعدوان طيلة اثنتي عشرة سنة، ستنتصر وتحرر أرضها المحتلة وتستعيد حقوقها كاملة في الجولان، ولن تساوم أو تتنازل عن ذرة تراب من أرضها، وقادرة على مقارعة الاحتلال والعدوان بعزيمة شعبها وجيشها ودولتها وبحكمة قيادتها التي يجسدها سيد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد.
حبث قال سيادته: السلام لن يتحقق إلا بعودة الجولان كاملا حتى خط الرابع من حزيران عام 1967، وأن المماطلة الإسرائيلية لن تجلب لهم شروطا أفضل ولن تجعلنا قابلين للتنازل عن شبر أو حق، ومالم يتمكنوا من الحصول عليه من تنازلات من قبل سورية سابقا لن يحصلوا عليه لاحقا، أما الرهان على الزمن بهدف انتفاء الحقوق بالتقادم أو النسيان، فلقد ثبت عدم جدواه لأن الزمن أنتج أجيالا أكثر تمسكا بالأرض والتزاما بالمقاومة.