تواطؤ غربي ومحاسبة دولية غائبة

ناصر منذر:
مواصلة الكيان الصهيوني احتلاله للجولان السوري وللأراضي الفلسطينية، وكذلك مزارع شبعا في جنوب لبنان، ما كانت لتتم لولا المظلة الأميركية والغربية، وغياب المحاسبة الدولية التي تشجع الاحتلال على الاستمرار في جرائمه وانتهاكاته، وهذا يثبت مجددا إخفاق مجلس الأمن في النهوض بمسؤولياته لحفظ السلم والأمن الدوليين وعجزه عن إلزام كيان الاحتلال الإسرائيلي بالانصياع للإرادة الدولية وإنهاء احتلاله للأراضي العربية الذي يعد العامل الرئيس لاستمرار عدم الاستقرار في منطقتنا.
وهذا العجز الدائم لمجلس الأمن، يشجع الاحتلال الإسرائيلي على الاستمرار في محاولاته الرامية لتكريس احتلاله للجولان السوري عبر فرض سياسة الأمر الواقع والتمييز العنصري والممارسات التعسفية بحق أهلنا في الجولان في استهتار واضح بالقانون الدولي وتحد غير مسبوق للإرادة الدولية ولقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة، ولاسيما القرارات “242 و338 و497”. وكذلك يشجعه على مواصلة اعتداءاته على الأراضي السورية في انتهاك لقرار مجلس الأمن رقم 350 لعام 1974 المتعلق باتفاقية فصل القوات.
اليوم وفي ظل غياب المحاسبة الدولية يصعد الاحتلال الإسرائيلي ممارساته التوسعية في الجولان السوري المحتل عبر تكثيف مخططات وعمليات الاستيطان على أنقاض القرى والأراضي التي دمرها، وأحدثها مخطط التوربينات الهوائية الذي يتضمن الاستيلاء على أكثر من ستة آلاف دونم من الأراضي التي تعود ملكيتها لأبناء قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنية وتهجير أبنائها من منازلهم وأراضيهم، إضافة إلى مواصلة الاحتلال ممارسة التمييز العنصري والاعتقال التعسفي الذي طال أكثر من ثلثي أبناء الجولان والخطف والتعذيب والتهجير والتغيير الديمغرافي، فضلا عن سرقة موارد الجولان الطبيعية عبر التنقيب المستمر عن الثروات الباطنية ونهب التراث الأثري السوري وتزوير وتخريب المواقع والمعالم التاريخية والأثرية والتي تهدف إلى طمس هويتها العربية السورية وتهويدها.
العالم أجمع بات يدرك اليوم حقيقة أن بعض الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) كرست خلال العقود الماضية كل إمكانياتها لدعم وحماية الاحتلال الإسرائيلي والتغطية على ممارساته الإجرامية والقمعية الممنهجة بحق أهلنا في الأراضي العربية المحتلة على وجه العموم، وبحق أهلنا في الجولان المحتل على وجه الخصوص، وضمان إفلات مجرمي الاحتلال من أي مساءلة أو عقاب عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يرتكبونها في تناقض تام مع مسؤوليات هذه الدول وواجباتها تجاه إعلاء مبادئ الميثاق وحفظ السلم والأمن الدوليين.
لطالما جددت سورية التأكيد على أن الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من أراضيها وستستعيده كاملاً بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي باعتباره حقاً أبديا لا يسقط بالتقادم، ومن هنا فإنه تقع على عاتق مجلس الأمن مسؤولية التحرك العاجل لضمان تنفيذ قراره رقم 497 لعام 1981 وإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف ممارساته الاستيطانية وإجراءاته القمعية بحق أهلنا في الجولان والانسحاب من كامل الجولان حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967.

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم