توحد الغرب.. وتحلقوا حول طاولة أوكرانيا كالذباب حول الوليمة.. توحدوا لخدمة فكرة الأب الروحي الراعي لحلفهم العابر للجنسيات والقارات، وتمترسوا خلف جدار كييف، وهم يحركون أداتهم الطيعة التي لا تخالف الأمر وتلبس عباءة الغرب بكل تفاصيلها، وتتقمص شخصية النازية الجديدة، هي سياسات تدمير العالم من البوابة الأوكرانية.
سياسات مرعبة وخطيرة، حرب عسكرية واقتصادية يشنها الغرب ليس فقط على روسيا بل على الحضارة والقيم، وعلى العالم برمته.. نعم توحد الغرب لضرب روسيا بيد أوكرانية، وسلطوا الضوء على الصراع عبر بوابات التضليل وتحميل المسؤولية لموسكو في الفوضى والتدمير وهم سادة الفوضى والتخريب، هي سياسة التدمير على الطريقة الحديثة.
الموقف الموحد للغرب مستمر مع كل مرحلة جديدة للصراع بين موسكو وكييف، ومهما كانت الانقسامات واضحة وعميقة داخل التحالف الغربي، فهي تتلاشى وتضمحل، فالمهم كسر شوكة موسكو في النهاية.
سياسات الغرب المدمرة الذي تقوده أمريكا وما تنتجه من فوضى ودمار، كما يحصل اليوم على الساحة الأوكرانية، يشكل غطاء للكيان الصهيوني، ومساحة كبيرة لتحركاته التدميرية والتخريبية، كما يحصل اليوم في الجولان العربي السوري المحتل، والأراضي الفلسطينية المحتلة، وخصوصاً في جنين.
مع بدء الحرب على أفغانستان ثم على العراق تراجع دور الإعلام الغربي كثيراً بسبب تماهيه مع السياسة الغربية المدمرة ونظرتها إلى احتلال البلدين، وترويجه للأكاذيب، واليوم يحصل نفس السيناريو في أوكرانيا، ويجتمع الغرب لتحميل روسيا تبعات الخراب والدمار، ويروج الإعلام الغربي مرة ثانية كما فعل سابقاً للأكاذيب والافتراءات.
الاحتلال الأميركي للعراق وأفغانستان ولجزء من أراضي سورية، ومجريات الحرب الأوكرانية، كل ذلك كشف عن حقيقة مهمة وهي أن الإعلام الغربي كان رجع صدى للتقارير الغربية التي ثبت كذبها وبطلانها، وضمن هذا الفعل الغربي تنهار معه أسطورة الاستخبارات المركزية الأميركية ” الـ سي آي إيه” كما انهارت سابقاً، كل هذا بسبب التقارير الملفقة والخلط والمزج بين الأمني المعلوماتي والسياسي، وتوظيف التقارير الملفقة لتدمير الشعوب واحتلال أراضيها بعيداً عن منطق العقل والقانون.
منهل إبراهيم