الثورة- ناديا سعود:
في خطوة تعكس الدور المتنامي لقطاع الإنشاءات في دعم مسيرة إعادة الإعمار، سجّلت نقابة مقاولي الإنشاءات مشاركتها الأولى في الدورة الثانية والستين من معرض دمشق الدولي، وذلك تحت رعاية وزارة الأشغال العامة والإسكان. هذه المشاركة لم تقتصرعلى كونها حضوراً شكلياً، بل جاءت كتأكيد على أهمية النقابة بوصفها بيت خبرة يضم أكثر من 17 ألف مقاول سوري، موزعين على اختصاصات متعددة ضمن سبع تصنيفات مهنية تبدأ من الممتاز وحتى السادس.
النقيب فواز جنيد أوضح في حديثه لـ”الثورة” أن النقابة سعت من خلال جناحها في المعرض إلى التعريف بدورها وأنشطتها، إضافة إلى إبراز مكانة الشركات السورية في سوق المقاولات أمام الزوار من داخل وخارج سورية. وأضاف: المشاركة هذه السنة تحمل طابعاً ترويجياً، إذ نعرض إمكانات المقاولين السوريين وقدراتهم، تمهيداً لمرحلة إعادة الإعمار التي يجري التحضير لها على مستوى القوانين والأنظمة، وإن لم تبدأ بعد على أرض الواقع بشكل فعلي.
وأشار جنيد إلى الجهود المبذولة لإعادة ترتيب البيت الداخلي للنقابة، موضحاً أن لجنة القرار 19 عملت على دراسة ملفات المقاولين الذين توقفوا عن العمل خلال السنوات الماضية، سواء لأسباب أمنية أو غيرها، ليصار إلى إعادتهم إلى النقابة وفقاً لمعايير محددة من قبل هذه اللجنة.
من جهته تحدّث خازن خزانة التقاعد في النقابة المركزية إبراهيم شنّان،عن مشروع التحول الرقمي الجاري العمل عليه، مؤكداً أن النقابة قطعت أشواطاً متقدمة في أرشفة الثبوتيات الخاصة بالمقاولين عبر تطبيق إلكتروني مخصص يعمل على الهواتف الذكية موضحا: التطبيق يتيح لكل مقاول الدخول إلى ملفه الرقمي عبر رمز خاص ورقم سري، بحيث يمكنه الحصول على أي وثيقة يحتاجها بسهولة، مع توحيد بيانات المقاول بين جميع المحافظات، يقول شنان، مضيفاً أن النسخة التجريبية للتطبيق ستنطلق قريباً في ثلاث محافظات على أن يُعمم على مستوى القطر خلال أقل من شهر.
مشاركة النقابة في معرض دمشق الدولي بدورته الحالية لم تكن مجرد حضور رمزي، بل رسالة مفادها أن قطاع المقاولات يستعد بجدية لمتطلبات المرحلة المقبلة، وأن إعادة الإعمار لن تكون مجرد شعار، بل ورشة وطنية كبرى تبدأ من التنظيم والتأهيل وصولاً إلى التحديث والتحول الرقمي.