الصداقة الحقيقية هي المرآة التي تعكس الحب السليم بين الأشخاص، والخالي من المصلحة المادية، وأساس الصداقة بين أفراد المجتمع النقاء والصفاء والصدق، ففي هذه الصفات تتجلى روعة المشهد وسعادة أطرافه التي ننشدها جميعاً.
ولذلك فالصداقة تدوم مادام الصديق يحافظ على هذه الثروة الغالية لأن هذه الثروة لها انعكاساتها على الصديقين، فكم من صداقات عاشت عشرات السنين لم يفرقها حتى مفارقة الحياة وأحياناً تنتقل هذه الصداقات للأبناء والأحفاد لأن آباءهم كانوا مثال الصداقة الحقيقية.
لكن الذي يشوب ويعكر صفو هذه الصداقات عدة أشياء أولها نقل الكلام من صديق إلى الآخرين، فهذا لا يجوز لأن المجالس كما يقولون أمانات، وعندما يعلم أحد الأصدقاء بأن صديقه نقل الحديث يحزن وعند تكرار هذه النميمة تفسد العلاقة التي كانت حميمية فتصبح باهتة.
وتفسد هذه الصداقة أكثر فأكثر خاصة عندما تحصل المواجهة بين الصديقين فتشتد الخصومة بينهما، وهنا تكون القطيعة فما بني بسنوات طويلة محبة وتعاوناً يخسره الصديقان بنميمة أو بكذبة أو بكلمة جارحة غير مسؤولة، لذلك كم نحن بحاجة إلى أن نتحكم بكلامنا قبل أن نطلقه جزافاً وأن نحسب عواقبه، فالحكمة مطلوبة وبقوة في تصرفاتنا وهي أي الحكمة بأن نضع الأشياء في مواضعها لتكون الصداقات أوثق وأمتن لأنها هامة لأنها تزرع الهناء والسرور والمحبة بين اثنين.. ومن أجمل ما قالوا: “رب أخ لك لم تلده أمك”.
فكلما كانت الصداقات متماسكة بين الناس كلما قوي بنيان المجتمع وحسنت معاملة الناس مع بعضهم البعض. وهنا نستحضر الكلام الجميل الآسر “اشدد عضدك بأخيك”.
وختاماً نقول: علينا اختيار أصدقائنا بعناية فائقة حتى لا نضيّع سنوات من أعمارنا سدى، وبالقيل والقال دون أي فائدة تذكر فالوقت ثمين وكلنا بحاجة له على ألا نخسره بصداقات فاشلة لم نحافظ عليها، فالصداقات الصادقة هي الجسر المتين لتعميق المحبة بين أفراد المجتمع.
جمال شيخ بكري