الثورة _ همسة زغيب:
يمتلك كل فنان رؤية فنية خاصة وثقافة مختلفة وحالات وجدانية نابعة من داخله أو من البيئة المحيطة به، يكتسبها ويبدع فيها نتيجة أفكاره وانفعالاته، يحاول الفنان التشكيلي بريشته التعبير عن حالات جوهرية بطرق مرئية وحركة إبداعية نراها في لوحات الفنانة المبدعة نداء الدروبي لأنها استطاعت بألوانها الباهرة أن تشد محبي الفن التشكيلي.
لوحاتها مزيج من الأعمال التشكيلية المختلفة غلب عليها الطابعان الإبداعي والواقعي ولها أثر جميل، على الرغم من الظروف الاجتماعية الصعبة التي مرت بها أثبتت إبداعها وأشاد بها النقاد العرب والأجانب.
طريق إبداع
التقينا مع الفنانة نداء الدروبي فقالت إن شغفها بالفن ظهر منذ طفولتها، وتعلقها الشديد بالرسم فتح أمامها الطريق للإبداع فيما بعد بألوان وتقنيات مختلفة وظفتها بطريقة تتلاءم مع أفكارها.
لافتة إلى أنها استخدمت مواد مختلفة في اللوحة مثل أكياس النايلون، الخرز الدانتيل، والأحجار وغيرها كي تعطي تناغم وغنى لسطح اللوحة، ورسمت بالأبيض والأسود وبعض الألوان لتقارن بين الماضي والحاضر من خلال اللون ورسمت معالم سورية البارزة بعدة لوحات، فأبدعت في رسم الطبيعة والإنسان كالناس البسطاء من عمال وفلاحين، وأبرزت جمال صخور بلدتي معلولا وصيدنايا باستخدام مواد كالورق الرقيق والنايلون في رسمها.
إن تفكيرها منطلق ومازال، ومحبتها للألوان كبيرة، فاللون الأزرق ودلالاته الكثيرة يعتبر فكراً من الانطلاق والسمو نحو كل ما يعنيه الأزرق من المعاني السامية، إضافة إلى الأحمر لون الحياة والحركة والحرارة بما أنه لون حار بجانب الأزرق البارد والسامي، لاحظنا استخدامها جميع الألوان وتميزها بالحس النضالي المقاوم الذي ظهر بلوحاتها.
واستخدمت أسلوب الرش بالفرشاة فرسمت نفسها أمام المرآة، ومن خلال الخوض في التجارب المختلفة وإصرارها رسمت بجانب الصخور حقل من الورود لإبراز قساوتها.
تجسيد
رسمت في أحد أعمالها فتاة مستخدمة الخرز بأسلوبها الخاص ألصقته على اللوحة، هذا مايسمى أسلوب الكولاج (كالخرز والنايلون والأسلاك وورق الجرائد ومجلات وعيدان الريش المكسورة المهملة والصوف المشغول به والخيطان الثخينة والرفيعة).
كما أضافت الفنانة إن تجسيد المناظر الخلوية والطبيعة بالنسبة لها موضوع مهم، فحملت المشاعر العالية حين رسمت مجموعة من الأعمال، فصورت الفراشات في المعرض، وكأنها تحوم حول أعمالها بصدق ودقة متناهية، وأعطت الطبيعة الصامتة حركة من خلال رسم العصافير في لوحاتها.
ولمدينة دمشق مكانة مميزة في موضوعات الدروبي وحبها الكبير لمدينة دمشق، لأنها عاشت وترعرعت فيها وشربت من ماء نهر بردى ولبيوتها الدمشقية القديمة جمال خاص بأزقتها وياسمينها ونهرها.
تعاطفت أيضاً مع المرأة فرسمتها بزيها الجميل بكل مشاعرها سواء الفرح والحزن والكآبة، ولها القسم الأكبر في لوحاتها وشاركت بها في معارض أقيمت بمناسبة عيد المرأة.
الفن هاجس
الدروبي ليست مجرد فنانة تشكيلية عابرة، لأن تجربتها جاءت لتضيف إبداعاً جديداً إلى التشكيل السوري، الفن هاجس كبير في حياتها وتجد نفسها فيه بتفانيها وشغفها، فكل من يقف أمام لوحاتها يرى ذلك، وخصوصاً أنها التمست طريقها نحو النجاح الفني برؤية فنية واضحة.
الفنانة الدروبي عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين والعرب، وعضو في اتحاد الصحفيين الفلسطينيين، وعضو اتحاد الكتاب العرب، ومديرة الملتقى الثقافي العالمي في صفحة الفيس وحصلت على رخصة عالمية بإدارة الصفحة.
أول معرض لها في ثقافي العدوي بدمشق ضم 130 لوحة فنية، ولها عدة مشاركات في معارض داخل سورية وخارجها (لبنان ومصر وتونس إستراليا ودول كثيرة)، وكانت مشاركة دائمة في معارض اتحاد الفنانين التشكيليين، فضلاً عن مشاركتها في معارض ثنائية مع شقيقتها الخطاطة نجاح الدروبي، وكرمت من العديد المؤسسات التعليمية والثقافية.