الثورة – طرطوس – فادية مجد:
مع التحضيرات وبدء أيام العيد التي كانت مصدر بهجة لرب العائلة والعائلة بأكملها منذ سنوات خلت، تحولت في أيامنا هذه إلى مصدر هم وغم، فالأسعار كاوية والغلاء عم كل شيء، وليس باستطاعة أي موظف يعمل عملاً إضافياً مع راتب زوجته أن يكفيهم لعشرة أيام مع الحرص والتدبير، فما حال صاحب الأسرة الذي لا عمل له، كيف سيتدبر أمره، وهل بمقدوره أن يفرح أطفاله بشراء مستلزماتهم للعيد من ملابس وأحذية، إضافة إلى حلويات العيد والتي هي السمة الأبرز لأيامه، وفرحة الأطفال بتذوق ما لذ وطاب في ظل غلاء كوى القلوب قبل الجيوب؟!
والسؤال الذي يطرح هنا أيضاً، الأسعار التي يتبجح أصحاب المحال التجارية المختلفة بأنها نظامية، هل هي أسعار مدروسة من قبل الجهات المعنية؟ وإن كانت تلك الأسعار هي مخالفة لتسعيرة التموين وهي كذلك، نتساءل هل بات تسطير الضبوط هو الإجراء الحازم والرادع لعدم تكرارها.
ومع استمرار تلك التجاوزات والإجراءات غير الرادعة يبدو أن أغلب ذوي الدخل المحدود في طرطوس وما أكثرهم، يمضون عيدهم من دون شراء حلويات والتي سابقت أسعارها ارتفاع درجات حرارة الصيف بلهيبها وليكتفي المواطن بالفرجة فقط (شم ولا تدوق).
فأغلب محال الحلويات خلت من المشترين إلا من طبقة محدودة وهي الميسورة جداً، والباقي اكتفى بالنظر للواجهة وإكمال طريقه، فالحلويات أصبحت من المنسيات وخارج قائمة مستلزمات العيد.
معظم السيدات اللواتي التقينا بهن أكدن أنهن سوف يقمن بصنع كعك العيد في المنزل، مكتفيات بهذا النوع فقط كإرضاء لأبنائهن الصغار، وتقديمه للضيوف، فتقول أم إبراهيم: مستلزمات المعمول، مع وجود كمية قليلة من الجوز لدي منذ فترة، ومع هذا سوف يكلفني، ولكنني راضية جداً بذلك، بدلاً من شرائها بأسعار كاوية وغير موثوقة النظافة.
أما عبير مصطفى فقالت: لن أشتري حلويات ولن أقوم بصنعها في المنزل، فالكهرباء لا تأتي إلا ثلاثة أرباع الساعة، ولا نعلم متى تنقطع، فليس لها توقيت محدد، وصنع الحلويات يعتمد على الكهرباء، ولهذا سأكتفي بصنع قالب كاتو لأبنائي، وضيوفي نحتسي معهم المتة والقهوة ، فليس لنا طاقة على شراء الحلويات، وبالكاد نؤمن طعامنا وشرابنا.