حليم بركات .. من جنة الكفرون إلى نار الاغتراب …طائر الحوم وداعا ..

الثورة -ديب علي حسن:
منذ تسعة عشر عاما وكان معرض فرانكفورت للكتاب والعرب حلوا ضيوفا عليه كان لقائي الأول مع الراحل حليم بركات إذ قدمه أستاذنا الكبير وزير الثقافة حينها الدكتور محمود السيد ورافقه بزيارة لجناح وزارة الإعلام السورية في المعرض .
وبعدها كانت ندوة مهمة في ثقافي أبو رمانة بحضور الدكتور السيد أيضا .. أما المرة الثالثة وهي التي أثمرت حوارا مطولا معه كانت عام ٢٠٠٩م إذ كان ضيفا على معرض مكتبة الأسد وكان لجريدة الثورة حوار مطول معه ..
رحل حليم بركات في الغربة والاغتراب وهو الذي كتب الكثير عن الاغتراب في الثقافة العربية وكانت قدره أيضا فهو المولود في سورية المرتحل إلى لبنان ومن ثم إلى الغرب ..
لكن أن يرحل في دار العجزة فهنا الدمعة التي تتحجر ولا يمكن أن تغادر المقل
يقول بركات: “كانت والدتي امرأة أميّة، لكنها كانت تعي أن المنقذ لنا كثلاثة أطفال هو تحصيل العلم”. واستأجرت مستودع الحطب. وحين تمكنت من “شراء حصيرة ومساند ينام عليها أولادها”، “التأم شمل العائلة في مطلع أيلول 1942″، بعدما كانت الأم سبقت الأبناء إلى بيروت…
وكان السؤال في حوارنا حينها :
من الكفرون إلى بيروت إلى الولايات المتحدة الأميركية رحلة حافلة ومثمرة.. أما آن لهذا الفارس أن يرتاح قليلاً؟‌‌‏

(لا توجد راحة في الحياة، لا أؤمن بها، ولا أبحث عنها، المهم أن تظل المعاناة مستمرة في علاقتك مع العالم ومجتمعك والأوضاع السائدة فيه، فمن خلال هذه المعاناة يمكن أن تعبر بتحليل نقدي وتقدمي من وجهة نظرك إذ ليس هناك شيء موضوعي بتاتاً، الإنسان ذاتي ولكن عليه أن يحترم القضايا العامة، ومن خلال العلاقة العامة ومن المعاناة الذاتية تكون الرؤيا.‌‌‏

وأود أن أقول: إني لا أحب أن أعيش في مكان دائم ، أنا أعود إلى الوطن كل سنة، أتجول في سورية ولبنان وحيناً أذهب إلى الأردن، وقد زرت بلداناً عديدة.‌‌‏)

هذا يدعوني لسؤالك: أي محطات الحياة هي الأجمل؟‌‌‏

وأود أن أقول: إني لا أحب أن أعيش في مكان دائم ، أنا أعود إلى الوطن كل سنة، أتجول في سورية ولبنان وحيناً أذهب إلى الأردن، وقد زرت بلداناً عديدة.‌‌‏

محطات كلها جميلة ويمكن أن يحمل المستقبل العودة إلى الذكريات وأحب شجرة الصفصاف وأعيد ما قلته سابقاً في (طائر الحوم) وفي (الاغتراب في الثقافة العربية) إذ قلت: وفي المنفى الطوعي أصبحت أسير حنيني إلى الوطن وانشغالاتي بقضاياه وعندما تنصحني الحبيبة بالتحرر من هويتي الذاتية ورواسب الماضي أجيب: (الذاتية لا يمكن، أما ما تسمينه رواسب فأسميه جذوراً لذلك أحببت شجرة الصفصاف، ليس لأنها تبكي وتهبط دموعها إلى النهر فتحدث دوائر تتلاشى في بعضها، وليس فقط لأن رؤوس أغصانها المتدلية ترسم أعيناً متتابعة على سطح الماء كلما حركها الهواء، أحب شجرة الصفصاف لأنها تنكفىء على ذاتها وجذورها، كلما كبرت في العمر انحنت أغصاني نحو جذوري).‌‌‏

كنت في الثامنة يوم غادرت وطني، وفي معظم كتبي استفدت من تجربتي الذاتية، وأحرص كل صيف للعودة إلى بلدي.‌‌‏
كيف تقرأ المتغيرات الاجتماعية وأنت صاحب النبوءة في روايتك (ستة أيام) واستشراق المستقبل..؟‌‌‏
حاولت في عامي 1960 /1961 عندما كتبت رواية (ستة أيام) أن أتصور حرباً وقعت بين العرب و«إسرائيل» وهذا ما حدث في 1967م، وأنا لا أعتبرها (

لو أتيح لك ان تعيد سيرتك الأولى فهل تفعل ؟
هذا سؤال نظري طبعاً، والإنسان دائماً يجب أن يكون في محاسبة لنفسه يقول: تمنيت لو فعلت هذا أو تركت ذاك، نحن محكومون بالتقصير وعدم الاكتمال، النظرة النقدية ضرورية، وأنا راض على ما حققته وما حاولت أن أحققه لأني بذلت جهداً قدر المستطاع، وليس هناك من راحة دائمة، هناك سعي وتطلع إلى المستقبل انطلاقاً من الحاضر.‌‌‏

محطــات في حياتـــــه‌‌‏

– ولد في الكفرون- سورية- عام 1933م.‌‌‏

– هاجر إلى بيروت وهو صغير.‌‌‏

– نال بكالوريوس عام 1955م وماجستير عام 1960م من الجامعة الأميركية في بيرت ودكتوراه في علم النفس الاجتماعي عام 1965 من جامعة ميشيغان، آن آريور.‌‌‏

– عمل أستاذاً جامعياً في الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة تكساس.‌‌‏

– زميل باحث في جامعة هارفارد.‌‌‏

– تقاعد من جامعة جورج تاون حيث درس لمدة 26 عاماً كأستاذ المجتمع والثقافة في مركز الدراسات العربية المعاصرة.‌‌‏

مــــن مؤلفاتــــــه‌‌‏

يجب الإشارة إلى أن شهرة بركات كعالم اجتماع فاقت سمعته كروائي وكاتب قصة قصيرة. ويعود الفضل بذلك، بالدرجة الأولى إلى كتابه “المجتمع العربي المعاصر” (1984) الذي استغرق إنجازه نحو ثلاثة عقود.

ومن أهم رواياته: “القمم الخضراء 1956، الصمت والمطر 1958، ستة أيام 1961، عودة الطائر إلى البحر 1969، الرحيل بين السهم والوتر 1979، طائر الحوم 1988، إنانة والنهر 1995، والمدينة الملونة 2006”. ومن كتبه التي تضمنت دراساته: “المجتمع العربي المعاصر 1984، حرب الخليج 1992، المجتمع العربي في القرن العشرين 1999، الهوية أزمة الحداثة والوعي التقليدي 2004، والاغتراب في الثقافة العربية 2006”.

– نشر مجموعة قصصية (الصمت والمطر) 1958.‌‌‏

– القمم الخضراء / رواية/ 1956.‌‌‏

– ستة أيام / رواية 1961.‌‌‏

– عودة الطائر إلى البحر / رواية 1969.‌‌‏

– الرحيل بين السهم والوتر / رواية 1979.‌‌‏

– طائر الحوم / رواية 1988م.‌‌‏

– إنانة والنهر / رواية 1995م.‌‌‏

-المدينة الملونة – رواية.‌‌‏

– في الدراسات:‌‌‏

– المجتمع العربي المعاصر/ 1984.‌‌‏

– حرب الخليج خطوط في الرمل والزمن /1992.‌‌‏

– المجتمع العربي في القرن العشرين /2000م.‌‌‏

– المجتمع العربي المعاصر- بحث استطلاعي اجتماعي /2001م.‌‌‏

– الاغتراب في الثقافة العربية متاهات الإنسان والحلم والواقع/2006م.‌‌‏

– الهوية.. أزمة الحداثة والوعي التقليدي /2004م

آخر الأخبار
محافظ حلب : دعم القطاع التجاري والصناعي يشكل  الأساس في عملية التعافي د. الرداوي لـ "الثورة": المشاريع الكبرى أساس التنمية، والصغيرة مكمّلة مبادرة "تعافي حمص"  في المستشفى الجامعي اندلاع أكثر من عشرة حرائق في اللاذقية وإخماد ثلاثة منها حريق يستعر في حي "دف الصخر" بجرمانا وسيارة الإطفاء بلا وقود تسريع إنجاز خزان المصطبة لمعالجة نقص المياه في صحنايا صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص معالجة التعديات على عقارات المهجرين.. حلب تُفعّل لجنة "الغصب البيّن" لجنة فنية تكشف على مستودعات بترول حماة الشمس اليوم ولاحقاً الرياح.. الطاقات المستدامة والنظيفة في دائرة الاستثمار صياغة جديدة لقانون جديد للخدمة المدنية ..  خطوة مهمة  لإصلاح وظيفي جذري أكثر شفافية "الشباب السوري ومستقبل العمل".. حوار تفاعلي في جامعة اللاذقية مناقشات الجهاز المركزي مع البنك الدولي.. اعتماد أدوات التدقيق الرقمي وتقييم SAI-PMF هكذا تُدار الامتحانات.. تصحيح موحّد.. وعدالة مضمونة حلاق لـ "الثورة": سلالم التصحيح ضمانة للعدالة التعليمية وجودة التقييم "أطباء بلا حدود" تبحث الواقع الصحي في درعا نهضة جديدة..إقبال على مقاسم صناعية بالشيخ نجار وزير الخارجية اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا يساعدها بتسريع الإعمار ترميم قلعة حلب وحفظ تاريخها العريق