د. مـحـمـد الحوراني
من الكفرون إلى دمشق فبيروت ومنها إلى الولايات المتحدة الأميركية، كانت رحلة الباحث والمفكر النهضوي والباحث الموسوعي الدكتور حليم بركات، الذي أمضى حياته ولقاءاته مع الباحثين والمفكرين الغربيين مدافعا عن عدالة القضايا الغربية وخصوصا فلسطين، كيف لا وهو المثقف العضوي، حسب تعبير غرامشي، والمثقف المبدئي الذي آثر الانحياز لقضايا الأمة في النهوض والتحرر، وهو مايظهر جلياً في مشروعه الإبداعي والفكري انطلاقاً من روايته ” الصمت والمطر” الصادرة عام ١٩٥٨ وليس انتهاء بعمله الفكري المجتمعي التحليلي الرائع ” المجتمع العربي المعاصر.
اليوم رحل الأديب والمفكر الباحث حليم بركات، بعد تسعين ربيعا من العطاء والفكر والإبداع، وبعد أن أرسى بنهجه ومسيرته وعلمه قواعد الانتماء والوطنية، وهو من هو في علمه وانفتاحه المتحرر من قيود الدين والطائفة والمذهب والمخلص لوطنه ومبادئه وانتمائه الأصيل أينما كان.
نعم لقد فقدت الساحة الفكرية والإبداعية رمزاً باذخ البهاء والعطاء من رموز الوطنية، رمزا يحق لمن عرف سيرته ومسيرته وإنجازاته ومؤلفاته أن يقول؛ “رحل المفكر الحليم وبقيت بركات وثمار فكره مكتبة متنقلة أفخر بها الأمة”.