الثورة – جاك وهبه:
تلعب صناعة المؤتمرات والمعارض دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية وزيادة الاستثمارات، إذ تمثل همزة الوصل بين السوق المحلية التي يقام فيها المؤتمر أو المعرض، وبين الشركات التي تمتلك قدرات إنتاجية كبيرة وتقنيات تطويرية متقدمة.
وليس بخاف على أحد أن أي عملية تطوير في ظل الظروف التي تمر بها البلاد تحتاج أيضاً إلى جملة من القرارات المرنة والجريئة التي تمنح بيئة الأعمال ثقة واستقراراً وأريحية في العمل وهنا تبرز أهمية ملتقى “إنكس” حول صناعة المعارض والمؤتمرات الذي انطلقت فعاليات دورته الثانية صباح اليوم في فندق الشام بدمشق.
الملتقى الذي تنظمه مجموعة “سيم تك” برعاية المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية وبحضور عدد من منظمي ومجهزي المعارض والمؤتمرات في سورية وشريحة واسعة من العارضين وزوار المعارض والمؤتمرات تضمن جلستين حواريتين.
تناولت الأولى محور التحديات التي تواجه منظمي ومجهزي المعارض والمؤتمرات في سورية، والجلسة الثانية ركزت على المعارض السورية بعيون العارضين والزوار.
المعارض الرقمية
مدير عام مجموعة “سيم تك” جبرائيل الأشهب بين أن الهدف من الملتقى معالجة التحديات التي تواجه منظمي ومجهزي المعارض والمؤتمرات من ناحية والتطوير والتحسين من ناحية أخرى وهذا الموضوع يشمل أيضاً التحول الرقمي بالمعارض والمؤتمرات حيث أن المعارض الرقمية بدأت تشهد رواجاً وطلباً عليها في أهم دول العالم وعلى رأسها الصين وذلك في ظل الوفر والقيمة المضافة التي تعطيها إلى حد ما مقارنة مع المعارض التقليدية.
من جهتها السكرتير التنفيذي لمجموعة “سيم تك” وعد شموس بينت أنه في إطار التحضير للدورة الثانية لملتقى إنكس قامت مجموعة سيم تك وتحت إشراف المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية بإجراء دراسة لقطاع المعارض والمؤتمرات في سورية شملت القيام باجتماعات مع شركات تنظيم وتجهيز المعارض ومع الشركات العارضة والزوار، حيث لوحظ وجود بعض التحديات والصعوبات التي تواجه هذا القطاع والمتمثلة بآلية التكليف الضريبي لشركات التنظيم والتجهيز والإدخال المؤقت لمعروضات الشركات الخارجية الراغبة في المشاركة ضمن المعارض المحلية بالإضافة للصعوبات والتحديات المتعلقة بالبيئة التشريعية المناسبة لقطاع المعارض، وبناء على ذلك كان لا بد من تخصيص محور خلال فعاليات الملتقى لمناقشة هذه التحديات مع الجهات المعنية.
ومن ناحية أخرى- أضافت شموس – أن أفضل وسيلة لتطوير أي قطاع هي التغذية الراجعة من السوق لذلك تناول الملتقى جلسة نقاش ثانية تحت عنوان “المعارض السورية بعيون العارضين والزوار” يشارك فيها شريحة من أهم الشركات والفعاليات المشاركة بأهم المعارض على مدار سنوات إضافة لعدد من الزوار للحديث عن النواحي الإيجابية ونقاط الضعف وذلك بهدف تطوير قطاع المعارض والمؤتمرات في سورية.
المدير العام للمؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية غسان الفاكياني تحدث عن الدور المهم الذي تلعبه المعارض في التنمية الاقتصادية وزيادة الاستثمارات والتعريف في المنتجات الوطنية، وأشار إلى أهميتها في بناء التفاهم والعلاقات بين الدول حيث تنعكس آثارها على القطاعات كافة من اقتصادية واجتماعية وسياحية وثقافية من خلال مساهمتها في تنشيط الاقتصاد إضافة إلى الدور التحفيزي الذي تلعبه في تطوير المنتج والتعليم وتبادل المعارف والمنتجات والتقنيات والاستثمار.
ظاهرة اقتصادية إيجابية
ولفت أن المعارض تعد ظاهرة اقتصادية إيجابية للاقتصاد الوطني وتتيح مجالاً أكبر لالتقاء المستثمرين ورجال الأعمال حيث أنها تنعش الطلب على المنتجات الوطنية وتنشط جميع القطاعات الأخرى بصورة مباشرة وغير مباشرة كما تعمل على تأمين فرص اللقاء بين التجار والمنتجين والمستوردين في الدول المستهدفة وتوقيع العقود والصفقات التجارية وتسريع عمليات التبادل.
بنية تحتية مناسبة
ونوه أن المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية استطاعت خلال الفترة الماضية وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تمر فيها سورية تهيئة بنية تحتية مناسبة لإقامة معارض متخصصة على مدار العام وتأمين كافة التسهيلات للشركات المنظمة والمجهزة للمعارض، وبلغ عدد المعارض المقامة خلال العام الماضي ٤١ معرضاً ضمن مدينة المعارض بدمشق والمحافظات السورية.
وفي كلمة مسجلة عبر الانترنت بين الأمين العام للاتحاد العربي للمعارض والمؤتمرات من الأردن أن صناعة المعارض واحدة من أكثر الصناعات الديناميكية التي توفر منصة تتيح تفاعلاً ديناميكياً بين العارضين والمستهلكين كمنصة للأعمال التجارية ويعمل المعرض كنقطة أساسية للتسويق والتمويل والتواصل ويساعد العارضين على عرض منتجاتهم وخدماتهم في وقت قصير ما يسهل على الزوار للوصول إلى مجموعة واسعة من العروض في وقت قصير.
وأشار أنه على الرغم من أن صناعة المعارض قد شهدت بعض التقلبات إلا أنها فعالة وتنافسية تماما وتوفر منصة لا مثيل لها للشركات والأفراد والمستثمرين في ظل استمرار العولمة في إحداث تغيرات بعيدة المدى على طبيعة التجارة وفتح أسواق جديدة وزيادة الاستثمارات والتبادل وتسهيل التفاعل بين الشركات، مضيفاً ان صناعة المعارض تتميز بمرونتها العالية وتلبي احتياجات المعارض المحلية الصغيرة إلى المؤتمرات الدولية واسعة النطاق وتلعب دورا مهما في التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل وتعزيز نمو الأعمال من خلال جذب المستثمرين والمستهلكين كما تعد صناعة المعارض والمؤتمرات من الأدوات المهمة التي تساعد على ترويج وتسويق المنتجات العربية في الأسواق الإقليمية والعالمية وتعزز بذلك الاهتمام بالصناعات المحلية وتعزيز الاستثمارات فيها، كما تعد المعارض والمؤتمرات مناسبة مثالية للشركات والمنتجين العرب لعرض منتجاتهم وخدماتهم وتحقيق علاقات تجارية مع العملاء والموردين في الداخل والخارج إضافة إلى ذلك فإن المشاركة في المعارض والمؤتمرات تساعد على تعزيز العلامة التجارية وزيادة الوعي من المنتجات والخدمات التي يقدمها المنتج العام.
المعارض والضرائب
المدير العام للهيئة العامة للضرائب والرسوم منذر ونوس في مداخلة له تحدث عن التحديات التي تواجه منظمي المعارض والمؤتمرات وأشار إلى العلاقة بين الإدارة الضريبية والمكلفين الذين يشكل قطاع منظمي المعارض جزء منهم.
وكشف عن وجود العديد من الملاحظات من كلا الطرفين في المرحلة السابقة والمتمثلة بعدم وجود ثقة متبادلة وكافية بين الطرفين وعدم وجود مؤيدات لهذه الثقة كوننا أمام عمل اقتصادي وليس عمل مجتمعي والنقطة الأهم لهذه المؤيدات هي الوثائق والمستندات ومنظومة العمل المحاسبية التي يجب أن تكون مراقبة ومنظمة لكل عمل المؤسسة.
وبين أن الفاتورة هي أهم عنصر في الأعمال الاقتصادية ومن هنا فإن الصفقات الكبرى تكون منظمة على شكل عقود والصفقات الصغيرة على شكل فاتورة أو حتى بشكل أبسط وهو الايصال.
ونوه ونوس إلى مشروع الضبط الالكتروني الذي تم اطلاقه في الفترة الأخيرة والذي يعتبر بداية لمنظومة عمل الفوترة الالكترونية التي سيخضع كل قطاع الضرائب والرسوم لها خلال الفترة القريبة حيث ستحدد هذه المنظومة العلاقة الأساسية بين الإدارة والمكلف، مؤكداً على ضرورة الشفافية بالعمل بين الإدارة والمكلف وإبعاد العامل البشري بشكل مطلق عن منظومة العمل.