تتأكد كل يوم حقائق الجغرافيا والتاريخ في فلسطين العربية، مقابل انكشاف وتعري الخرافات والأوهام الصهيونية التي تأسس عليها الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي قبل عدة عقود، بإشراف مباشر من دول الاستعمار الغربي وعلى رأسها بريطانيا صاحبة “وعد بلفور” التي كانت تحتل فلسطين آنذاك.
كتيبة جنين وعرين الأسود واحدة من أحدث الحقائق التي تؤكد للقاصي والداني، أن الاحتلال لا حياة له في فلسطين مهما بلغ من القوة والإجرام والإرهاب، وذلك بعد عشرات السنين من المقولة الصهيونية “الكبار يموتون والصغار ينسون” والتي راهن عليها الصهاينة طوال عمر كيانهم الطارئ على جغرافية وتاريخ المنطقة، بأن تصبح القضية الفلسطينية من المنسيات.
ولكن أن نرى اليوم حكومة الاحتلال الإسرائيلية وبدعم أميركي وغربي تقوم بكل هذا العدوان الغاشم على مدينة جنين ومخيمها الآمنين إلا من الإجرام والإرهاب الصهيوني، وتدفع من أجل ذلك بأكثر من ألف جندي ومئات الآليات والمدرعات والمروحيات، “من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل وتعزيز الردع الإسرائيلي بحسب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين”، هذا العدوان الذي دانته سورية بشدة والعديد من الدول العربية يدلل على أن الكيان يعيش حالة من الفزع والخوف والإرباك ما جعله يهرب إلى الأمام بهذا الشكل.
ومع أنه لا يقابل آلة الحرب الإسرائيلية في الجانب الآخر سوى شبان فلسطينيين لا يملكون إلا الإرادة والعزيمة ويؤمنون بحق شعبهم وأرضهم بالحرية والاستقلال، ولم ينسوا على صغر سنهم التي راهن عليها المحتلون، جريمة احتلال أرض أباءهم وأجدادهم، رغم ذلك تمضي حكومة الإرهابي نتنياهو بعدوانها على جنين ومخيمها متوهمة أنها قادرة على تغيير حقائق الجغرافيا والتاريخ التي تعد المقاومة أحد أركانها الأساسية.
