أردوغان سياسي مقامر من الطراز الأول يعرف كيف يستغل الظروف السياسية لمصلحته، فقد قام باستخدام الظروف وتكييفها لمصلحته طوال فترة وجوده في الحكم كرئيس لحكومة حزب العدالة والتنمية وقد حارب خصومه بشراسة تصل إلى حد استغلال السلطة بشكله البشع مستفيداً من نفوده كرئيس للحزب الحاكم ومستخدماً أساليب قذرة حتى في إقناع شرائح من المجتمع التركي للتصويت لحزبه، وقد اختفى صوته من كثرة زياراته للمناطق التركية الأكثر فقراً لمحاولة إقناعهم للتصويت لحزبه قبل أشهر قليلة في الانتخابات البلدية، وقد فاز بذلك متكئاً على سلسلة كبيرة من الأكاذيب والإدعاءات، وهو سياسي ماكر بارع في اقتناص الفرص. حيث عاد إلى استخدام أسلوبه القذر في محاكاة نبض الشارع التركي والعربي والإسلامي مستغلاً دماء فلسطينيي غزة مرة ثانية كما لو يبدو أنه يقف فوق جثث الفلسطينيين ليرتفع بها عن الآخرين، ويصل إلى مبتغاه في الفوز بالرئاسة في تركيا، والتي قد يحقق فيها ما حققه في الانتخابات البلدية ولكن بصعوبة أكثر هذه المرة إلا أن أردوغان يبقى هو ذاته المخادع كما فعل في دافوس وحرك نبض الشارع العربي معه حيث بدا في ذلك المشهد مناصراً للقضية الفلسطينية وللعرب، وهو المتحالف مع «إسرائيل» ولا يستطيع أن يخرج عن العباءة الأميركية التي ينفذ أجندتها كما تطلب منه سواء في التدخل في الشأن السوري وإدخال السلاح والمسلحين إليها أم بالمراوغة واللعب على نبض القضية الفلسطينية وما يحدث في غزة من مجازر يندى لها جبين الإنسانية ومع ذلك يستثمرها أردوغان استثماراً بشعاً يشبهه.
أحمد عرابي بعاج