الثورة- السويداء – رفيق الكفيري:
عوز المياه في محافظة السويداء من أكبر المشكلات، فالمحافظة فقيرة بمصادر المياه الدائمة، والمصدر الرئيس حالياً هو الآبار الارتوازية، ولكن تعطل العديد منها في المدينة والريف والذي وصل عددها إلى 50 بئراً خارج الخدمة، أدى إلى عوز شديد في مياه الشرب ووصل إلى حد لا يحتمل ..
فالمواطنون سئموا من تبريرات تعطل المضخات الغاطسة في أكثر من بئر وصعوبة استبدالها وإصلاحها، أو انقطاع التيار الكهربائي وانخفاض الجهد وغيرها، أو نقص في مادة المحروقات اللازمة للتشغيل من الأسباب التي وضعها القائمون على العمل شماعة لتبرير هذا الأمر.
فالمعطيات تؤكد أن عوز المياه طال غالبية مدن وبلدات وقرى ومزارع المحافظة، وهذا الأمر أوقع مواطني المحافظة تحت رحمة أصحاب الصهاريج الخاصة الذين استغلوا حاجة المواطنين لتأمين احتياجاتهم من المياه، وتحكموا بالأسعار على هواهم حيث وصل سعر النقلة الواحدة إلى 170 ألف ليرة للصهريج الكبير.
مصدر في مؤسسة المياه أشار إلى أنه تم مؤخراً تصديق عقد من الوزارة لصيانة عدد من المضخات ووضعها في الاستثمار، يضاف إلى ذلك النقص الشديد بالكوادر الفنية (خاصة من الفئة الثانية) اللازمة لتشغيل وصيانة المصادر المائية، مترافقاً مع وجود نقصٍ أيضاً بآليات الخدمة والهندسية مع عدم توفير المحروقات لها بالشكل اللازم لتشغيلها، كما تعاني المؤسسة من الديون المالية المتراكمة عليها للقطاعين العام والخاص.
لكن المسألة برمتها.. والكلام للمحرر- لا تتوقف عند هذا الحد، لسبب أن الصيانات المتكررة للمضخات لا تجدي نفعاً، لأنها أفقدتها قدرتها على تأمين الغزارات الكافية للآبار، وبالتالي تأمين المضخات الجديدة هو الحل الأنسب لتلافي المشكلة التي تتفاقم يوماً بعد يوم، كما أن مواطني السويداء لم يعد لديهم الثقة بالتبريرات التي يطلقها المعنيون بهذا الموضوع لأن العطش يطفو على السطح في جميع أنحاء المحافظة، ولسنا بحاجة إلى هدر المزيد من المال والوقت والجهد لحل هذه المشكلة التي أصبحت حديث الشارع في المحافظة، وكل إجراء خارج هذا الإطار لا يغني ولا يسمن.