عندما تقول الأمم المتحدة إنها لن تتراجع عن إدانة الغارات الإسرائيلية الدامية على مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، فإنها بذلك تدين نفسها بنفسها، وتفتح بسلوكها هذا أبواب التساؤلات على مصراعيها.
الشعب الفلسطيني ليس بحاجة إلى إدانة الأمم المتحدة، ولا إلى قلق أمينها العام، ولا إلى بيانات الشجب، والاستنكار، ما يحتاجه هو مواقف عملية تلامس الواقع، وعقوبات رادعة تتناسب مع حجم المجازر، وجرائم الحرب التي يرتكبها المحتل الإسرائيلي بحقه.
ولنا هنا أن نسأل الأمم المتحدة.. هل تكفي الإدانة حقاً؟، وما قيمتها على الأرض؟، وهل ستجعل القاتل الإسرائيلي يكف يده الإرهابية الآثمة عن أرواح الفلسطينيين وأرزاقهم وممتلكاتهم؟، أم إنه سيمضي قدماً في مخططاته التصفوية الدموية، وسيرتكب المزيد من جرائم الإبادة طالما أنه خارج دائرة القصاص والجزاء؟.
المقاومة الفلسطينية كانت بالمرصاد لكل مخططات الاحتلال الإسرائيلي، واستطاعت عبر مقاوميها، واستبسالهم في أرض المعركة، أن تلقنه دروساً وعبراً مفادها أن فلسطين كانت، ولا تزال، وستبقى للفلسطينيين، وأن وجود قوات الاحتلال فيها ماهو إلا أمر عابر، سينتهي لا محال، والمسألة بالتالي مسألة وقت لا أكثر ولا أقل.