الثورة – ميساء الجردي:
شهد التعليم المهني والتقاني في وزارة النقل قفزة نوعية من حيث تعدد الاختصاصات وتطوير الهيكلية والتوسع في ثانويات النقل البحري وكذلك مشاريع التوسع في النقل البري قياساً بعمر تأسيسه.. الدكتور سلمان صبيحة مدير التعليم المهني والتقاني في الوزارة تحدث حول هذه التطورات التي بدأت في عام 2014 بعد إعادة الهيكلية وتعديل التسمية إلى مديرية التعليم المهني والتقاني والاهتمام بالمعهد التقاني للخطوط الحديدية وافتتاح مدارس نوعية بحرية وإعادة التأهيل للكثير من الثانويات التي تعرضت للتخريب من قبل الإرهابيين.
إعادة الهيكلية
يبين صبيحة أن جميع المدارس كانت تتخصص بالميكانيك والكهرباء فقط وهما اختصاصان تدرسهما وزارة التربية في مدارسها المهنية وعليه تم إعادة الهيكلية لتشمل اختصاصات جديدة ونوعية تلبي حاجة الوزارة، وقد بدأ التعديل بثانوية النقل البحري باللاذقية لتتضمن اختصاصات ( الملاحة والميكانيك وتكنولوجيا النقل البحري والكهرباء والتحكم الآلي وتناول البضائع) وهي مهن مطلوبة بالمرافئ بشكل خاص. وبعدها في ثانوية طرطوس ليصبح لديها أربعة اختصاصات هي ( الملاحة والميكانيك وكهرباء وتحكم آلي وتناول البضائع) هذه المهن أعطت دفعاً للدراسة والقبول حيث كانت في البداية من لا يحق له الدخول إلى الثانويات العامة يتوجه إلى الثانويات المهنية ولكن بعد التعديل أصبح هناك حاجة للمفاضلة وارتفعت معدلات القبول لتصل إلى 300 علامة وما فوق نظراً لرغبة الكثيرين بالدخول إلى هذه الاختصاصات.
شهادتان
تغيرت نظرة المجتمع نحو التعليم المهني البحري تحديداً.. يقول مدير التعليم التقاني بأن الخريج هنا لا يبحث عن عمل وظيفي ولكنه يحصل على الشهادة ويخرج للعمل في البواخر والعائمات البحرية برواتب مرتفعة. كما يمكنه متابعة تعليمه من خلال القبول بالجامعات للخريجين الثلاثة الأوائل من كل اختصاص، إضافة إلى إمكانية تقدمه للأكاديمية البحرية حيث يتخرج بصفة قبطان وهذا له سوق عمل مهم والدراسة لمدة ثلاث سنوات فقط. وكذلك الكليات التطبيقية إذ أن أمام الطالب عدة خيارات. حيث يحصل الطالب على شهادتين. الأولى الشهادة الثانوية المهنية البحرية أسوة بالشهادة المهنية الصادرة عن وزارة التربية وشهادة مهنية ثانية تؤهله مباشرة للعمل على متن السفن والعائمات البحرية مصدقة ومعتمدة. وخاصة بعد افتتاح الأكاديمية السورية للتأهيل والتدريب البحري في عام 2012 وذلك لاستقطاب الطلبة بدلاً من الذهاب إلى خارج القطر وهي تتبع لوزارة النقل والتعليم المهني.
ثانوية السكك الحديدية
يشير الدكتور صبيحة إلى التطورات التي حصلت في التعليم المهني مؤخراً حيث تم افتتاح مهن جديدة في الثانويات، منها السكك الحديدية لكي تواكب القبول في المعهد بحيث يدخل خريج هذه الثانوية إلى المعهد مباشرة علماً أنه معهد ملتزم وعليه إقبال كبير ويحتاج الطالب إلى معدلات مرتفعة للقبول. وهناك مهنة النقل الطرقي ومهنة تكنولوجيا النقل البري التي تهتم بمديريات النقل وإجازات السوق ومؤسسة المواصلات. وكذلك الأمر في المجال الجوي فقد تم افتتاح مهن جديدة مثل ترحيل جوي بمعنى تكنولوجيا النقل الجوي وكهرباء وميكانيك طيران وهذا الاختصاص يستقطب طلاباً من الدول العربية لكونها المدرسة الوحيدة على المستوى الإقليمي. أما في الجانب البري فقد تحدث مدير التعليم التقاني عن مشروع افتتاح ثانوية جديدة للنقل البري في منطقة الباردة على مستوى عالٍ من التجهيزات وثانوية مشابهة في مدينة حلب.
إقبال كبير
هناك إقبال كبير للطلبة العرب من اليمن ومصر والأردن ولبنان على هذا النوع من التعليم لكونه مأجوراً ومكلفاً في جميع دول العالم، كما أن هناك استقطاباً كبيراً لخريجي هذه الثانويات وخريجي الأكاديمية السورية البحرية من قبل الشركات البحرية. أما فيما يخص معهد الخطوط الحديدية فقد بين الدكتور صبيحة أنه المعهد الوحيد في سورية بهذا التخصص ولم يتوقف أبداً رغم ظروف الحرب، بل على العكس هو اليوم يستقطب حوالي 200 طالب في كل عام. ونظراً لأهمية هذه الدراسة هناك خطة لمشروع أكاديمية سككية على مبدأ الأكاديمية البحرية يتم العمل عليها حالياً. إضافة لإمكانية الطالب الناجح في الثانوية المهنية التقدم إلى مفاضلة الكليات التطبيقية. مشيراً إلى الاهتمام الكبير من قبل الدولة في هذا النوع من التعليم، حيث تم في العام الماضي تكريم الخريجين الأوائل ممن حصلوا على معدل 95% وما فوق مع مديريهم.
سوق للتدريب والعمل
مناهج مشتركة
لفت صبيحة إلى وجود مناهج مشتركة مع وزارة التربية مثل الرياضايت والعربي والقومية وهناك أربع مواد خاصة بالثانويات المهنية تتعلق بالاختصاص أما التدريب فهو مباشر لكون الثانويات قريبة من المرافئ حيث يدخل الطالب إلى الأكاديمية ويتدرب على المحاكيات ويدخل إلى المرافئ لكون ثانوية النقل البحري تتبع لمرفأ اللاذقية إدارياً ومالياً
منهل ابراهيم, [7/15/2023 12:25 PM]
وكذلك الأمر بطرطوس فهم يقدمون للطلاب تسهيلات للتدريب الميداني والعملي، كما يوجد معهدان بحريان خاصان لديهم محاكاة عالية حيث يتم تدريب الطلاب بالاتفاق مع الموانئ. وأكد على أهمية هذا التدريب الذي يسهل على الخريج الدخول إلى سوق العمل المتواجد بجانب الثانويات ويحتاج بشكل دائم لهذه الكوادر لكون هذه البواخر والعوائم تغيرر كوادرها وطواقمهم كل تسعة أشهر.
مشكلة القبول
في ثانويات النقل البحري يرتبط القبول بالمكان والتجهيزات فعلى سبيل المثال المكان في ثانوية النقل البحري في اللاذقية جيد ومناسب ولهذا يتم استيعاب أكثر من 125 طالباً كل عام. بينما في ثانوية طرطوس لا يتجاوز العدد 60 طالباً بسبب ضيق المكان وهذا يؤدي إلى ارتفاع علامة القبول في طرطوس وقد يتوجه البعض إلى الدراسة الحرة بحيث يتقدم الطالب فقط في فترة الامتحانات. هذا ما أكده الدكتور صبيحة لافتاً إلى مشاريع مستقبلية تتعلق بافتتاح عدة مدارس في جزيرة أرواد وواحدة في طرطوس وواحدة في بانياس وأخرى بجبلة. وخاصة أن القبول يكون وفقاً لمفاضلة خاصة بوزارة النقل سيتم الإعلان عنها قريباً.
