في كل مرة يخطف منا الموت أحد مبدعينا نشعر بأن ثمة حزناً يلف المشهد الثقافي خاصة وأن الراحل هو أحد أهم المسرحيين على المستوى السوري والعربي وهو الرائد في التأليف والتوثيق والبحث…. إنه الكاتب المسرحي عبد الفتاح قلعه جي الذي رحل منذ أيام عن دنيانا تاركاً خلفه أرشيفاً غنياً في المسرح.
في الحرب على سورية ظل قلعه جي مبدعاً وإنساناً سورياً فقدم كل مايستطيع في سبيل المسرح، وإعادة الروح له، وفي الأمس القريب أصدر مجموعة مسرحية جديدة عن الهيئة العامة السورية للكتاب بعنوان: “البوابة ” ضمت سبع مسرحيات، وهذا دليل على أن الإبداع ليس له عمر بل هو موجود وحاضر لطالما القلب ينبض بالحياة.
وقوفه إلى جانب الشباب الباحثين عن الإبداع كان سمة من سماته التي غذاها ورواها وعطاها من نبعه لينهلوا منها ولتكون درساً لهم في حياتهم العملية.
كيف لا وهو الذي ساهم في تأصيل المسرح وعصرنة التراث العربي مسرحياً.. ولم يتوقف عن حد سواء في الشكل والمحتوى وتعدد الموضوعات.
ماالغريب؟ أليس هو الوطن هو من أول من اخترع الأبجدية، ومن رحمه خلق الإبداع والمبدعين ..
ماالغريب من أن نقول: ترياق قلعه جي لاينضب لايتوقف حتى بعد رحيله فهو الأغزر إنتاجاً وإنتاجه كاف ليكمل مسيرة مسرحية كبيرة.. وأن من مسؤوليتنا جميعاً صون مكانته وقيمته برموش العين، فهو الذي بقي وفياً لخشبة المسرح، قريباً من القلب، كاتب وناقد وإنسان وطني وتنويري مجدد في التأليف والتوثيق.
رحل من كان مثال المثقف المؤمن بأن الثقافة رسالة وبأن الكلمة شرف، رحل المبدع الذي زرع الابتسامة على وجوهنا وناقش قضايانا وطرحها واهتم بالإنسان عموماً لأنه ابن العطاء والحياة.
لروحك السلام، فماتركته من إرث فكري ومسرحي باق فينا وفي ذاكرتنا التي لم ولن تنسى.