الثورة – ترجمة رشا غانم:
يقوم المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون المناخ جون كيري بزيارة مدتها ثلاثة أيام إلى الصين، ومن المخطط خلالها الاجتماع مع مسؤولين صينيين رفيعي المستوى، ومن ضمنهم المبعوث الصيني الخاص لتغير المناخ شيه تشن هوا، وتُعتبر زيارة المبعوث الأمريكي إلى الصين إشارة لاستئناف العلاقات السياسية الصينية الأمريكية لشؤون المناخ.
لا يمكن اعتبار موضوع التعاون الصيني الأمريكي لمكافحة تغير المناخ بالأمر المبالغ فيه، فقد شهد العام الماضي أحداثاً شديدة واستثنائية في شؤون الطقس، ومن ضمنها الحرارة شديدة الارتفاع، والتي شهدتها الصين منذ بداية فصل الصيف، الأمر الذي يشير إلى الأثر المدمر لظاهرة الاحتباس الحراري.
وبدورهما، قررت كل من الصين والولايات المتحدة استئناف التعاون لمعالجة أزمة المناخ، فالبلدان ملتزمان بتخفيض الانبعاثات الكربونية الصادرة عن بلديهما كجزء من مساهمتهما في الكفاح العالمي لتغير المناخ.
وعلى الرغم من أن البلدين هما الأضخم اقتصاداً في العالم والمصدران الأكبر لانبعاثات الكربون، إلا أنهما هما المستثمران الأكبر في الطاقة النظيفة، ولذلك فإن سياساتهما لها التأثير الأكبر والأهم فيما إذا يمكن للعالم أن يتجنب العواقب الأسوأ للاحتباس الحراري، ولكن الصراعات الجيو- سياسية تقيّد النتائج والتحسينات الصحية المترتبة على العلاقات الدبلوماسية الصينية الأمريكية لتغير المناخ.
تعتمد التوقعات والنتائج من زيارة كيري إلى الصين على ثلاثة عوامل تستحق الانتباه الشديد لها ألا وهي الشعور العالي بالمسؤولية والتواصل الدائم والتعاون الحقيقي، فاستئناف المحادثات يعكس الشعور العالي بالمسؤولية، أما بالنسبة للتواصل المستمر، فتعتبر زيارة كيري إلى الصين الثالثة من نوعها، ومن المأمول بأن تمثل اجتماعات المبعوث الأمريكي الخاص مع المسؤولين الصينين بداية جديدة للعلاقات الدبلوماسية الصينية الأمريكية للشؤون المناخية، وثالثاً، وبالنسبة للتعاون الحقيقي والملموس بين الجانبين، فهو أمرٌ بالغ الأهمية، فقد صرّح، ومن جهته، المبعوث الأمريكي:” نحن بحاجة للتعاون الحقيقي فالصين وأمريكا هما الدولتان الأضخم اقتصادياً والدولتان الأكثر تصديراً لانطلاقات الكربون، فمن الواضح بأنّ المسؤولية الكبرى والأهم هي الملقاة على عاتقهما”.
ولكن يجب ألا يكون التعاون محصوراً فقط بالتواصل- على الرغم من أهميته – ولكن يجب أن يمتد ليشمل القضايا الأخرى كاستئناف الحوار بشأن تقليل غاز الميتان، فقد أعلنت الصين رسمياً في عام 2021 التزامها لكبح انبعاثات الميثان، وعلى الرغم من أنه من المهم أن نبقي في عقولنا تصريحات وزير الخارجية الصيني وانغ يي بأن الولايات المتحدة تأمل في أن يكون التعاون بينهما بالشؤون المناخية بمثابة واحة في العلاقات الصينية الأمريكية ولكن تلك الواحة محاطة بالصحاري وعاجلاً أم آجلاً ستتصحر، حيث تعكس تصريحات وانغ يي المواجهات والتحديات التي تواجه الجهود الدبلوماسية الصينية الأمريكية لتغير المناخ والحث على إيجاد طرق جديدة لتقوية التعاون فيما يخص شؤون المناخ.
لا يمكن فصل التعاون الصيني الأمريكي بشأن تغير المناخ عن العلاقات الصينية الأمريكية الشاملة، فهناك عوامل عديدة ومختلفة ودائماً هي موجودة ومن شأنها أن تؤدي إلى منع التصحر وتخضير ووفرة العلاقات الدبلوماسية الصينية الأمريكية لشؤون المناخ، وسواء أكان سيخلق في النهاية واحة أم تصحراً يعتمد على ما إذا كان الجانبان مستعدين للقاء بعضهما البعض في منتصف الطريق، وسعياً إلى تحقيق “الواحة”، نأمل أن ينخرط الجانبان في تعاون عملي، ما يضيف حيوية جديدة إلى العلاقات الثنائية الشاملة.
المصدر – تشاينا ديلي