الثورة _ فؤاد مسعد:
بات الفيلم الروائي القصير «زاوية صعبة» جاهزاً للعرض وهو من تأليف وإخراج أيهم عرسان، إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وتمثيل: عاصم حواط، ياسمين جباوي، غيث الأدهمي، غدي العقباني، تيم حمشو، حكمت شيخ الأرض، جواد خلوف، عمر طرخون .. ويتناول في محوره الرئيسي حكاية طفل يضطر بسبب ظروف عائلية صعبة إلى تحمل المسؤولية باكراً على حساب طفولته، كما يعرج الفيلم على قضية التنمر وانعكاسها على حياته وكيفية تعامله معها .
حول تعاطي الفيلم مع الواقع خاصة أن نهاياته جاءت محمّلة بالأمل والفرح المُفعم بروح الطفولة، يقول المخرج أيهم عرسان : الطفل السوري بحاجة إلى تسليط الضوء على القضايا التي تعنيه، وأحاول في أفلامي زرع الأمل عنده، فرغم قسوة الحياة يبقى هناك إمكانية ليحقق نفسه ولا يُطحن في أتونها، ويحافظ على ذاته من خلال الحض على التماسك أمام الأزمات وتعزيز فكرة أهمية العلم والمعرفة .. ففي الفيلم نطرح قضية التنمر وتحدي الفقد والضعف المادي، وذلك كله لم يكسره، وإنما قد يكون أنضجه أبكر من أقرانه وحوّله إلى شبه رجل، ولكن ينبغي أن يشعر أنه طفل ومن حقه عيش هذه الطفولة والاستمتاع بها قدر المتاح، فدائماً يمكن أن تسترق لحظات لتعود وتعيش ذاتك وأحلامك وطفولتك بمفرداتها البسيطة التي يمكن أن تكون من خلال لعبة أو مباراة، ولكنها تذكرك أنك طفل ولديك أحلامك .
سعى المخرج من خلال الفيلم إلى إبراز الثقة العالية بالنفس التي يتمتع بها الطفل رغم صغر سنه «12 سنة»، الأمر الذي برره بالقول: «تحمله للمسؤولية وبداية النضوج المبكر جعله مختلفاً عن أقرانه الذين لم يتحملوا مثل هذه المسؤولية، فهم يعيشون طفولتهم بشكل مريح نتيجة عدم وجود أعباء .. ونضجه ناتج عن كونه يعمل ويساعد أهله إلى جانب دراسته، الأمر الذي أوجد لديه هذا التوازن فلم يكسره التنمر ولا ظروف الحياة، وإن حُرم من جزء من طفولته» .. وينوه المخرج بأداء الأطفال في الفيلم مشيراً إلى بعض المبادرات الموجودة وخاصة «نادي المحافظة» في دمشق الذي لديه نشاط مستمر منذ سنوات مرتبط بتدريب الأطفال على التمثيل.
أما عن أهمية إنتاج أفلام للأطفال، فيقول: من الضرورة بمكان وجود مثل هذه الأفلام واستمرارها، وألا تبقى حالات لها علاقة بفيلم قصير كل سنة، واقترح أن يكون ذلك ضمن مشروع يتم تبنيه، ليكون لدينا سينما وأعمال درامية للأطفال حتى على صعيد الدراما التلفزيونية والإذاعية، لنتخلص من فكرة الأعمال المستوردة التي تأتينا من ثقافات أخرى تخاطب طفلنا .. فليكن لدينا مُنتج نتوجه من خلاله إلى الطفل، ورغم أن تحقيق هذا الأمر صعب من حيث الكتابة والأفكار والإنتاج والتسويق، ولكن ينبغي أن يتحقق ويؤخذ الأمر بجدية كي لا نترك طفلنا مُرتهناً لثقافات أخرى.