الحياة الزوجية هي شراكة بين طرفين رأسمالها الحب والاحترام والتقدير والإخلاص، ونبتتها الأبناء، وحين يحرص الطرفان على ديمومة الشراكة بينهما ينعكس ذلك إيجاباً على أبنائهما.
وبالمقابل فإن دبت الخلافات بين الشريكين وانهارت علاقاتهما، فإن ذلك سينعكس سلباً على الأبناء، قبل أن يدمرا حياتهما أساساً، من هنا ينصح المرشدون الاجتماعيون بضرورة تحلي الشريكين بصفات عدة أولها المرونة والحلم والابتعاد عن الغضب، وعدم النقاش أثناء الغضب، وأن يكون لديهما صفة سعة الصدر والأناة.
وعلى سبيل المثال حين تغضب الزوجة من أي أمر فعلى شريكها تدارك الأمر والسيطرة على الموقف؛ لأن هذه الأمور تحتاج إلى رويَّة؛ وخاصة أن الزوجة عليها ضغوط كبيرة في البيت، وكل هذا من أجل حماية الأسرة، والحفاظ على ديمومتها، واستمرار المودة بين الشريكين.
وإذا بحثنا عن السبب الذي يحمي هذه الشراكة الزوجية وجدنا أمرين اثنين لا ثالث لهما أولهما الاهتمام بالشريك ما يجعله يشعر بقيمته المعنوية عند شريكه، فكلما كان الاهتمام مستمراً ودائماً كلما ازداد الترابط والحب بينهما، وكلنا يلاحظ هذا جلياً عندما يفارق الشريكان بعضهما يكون السبب ضعف الاهتمام وانقطاعه.
والأمر الثاني الذي يجعل الشراكة مستمرة هو الاحترام وعدم الاستخفاف واللامبالاة بين الشريكين، وهنا تأتي الكلمة وسحرها واختيار الألفاظ في وقتها دون تجريح للآخر وخاصة أمام الناس، ويجب أن تأتي النصيحة عند خطأ الشريك بوقتها، فكلما كان النصح حكيماً وسرياً بينهما فقط كلما كان حفظ كرامة الشريك لشريكه بلسماً شافياً.
وتتعاظم الشراكة عندما يستقيم هذان الأمران “الاهتمام والاحترام” فهما الذهب الخالص للشريكين، وبهما يكتمل عقد الشراكة الحقيقية التي يسودها الحب والسعادة، ولا ننسى هنا أنه لا بد للزوج والزوجة من تقديم تنازلات لأحدهما في حدود العقل والمنطق من أجل أن تسير السفينة، وتمخر عباب الأمواج العاتية للأسرة لترسو على شاطئ الأمان وتنعكس على أبنائها بسلام.
جمال الشيخ بكري