أ. د. جورج جبور:
في 15 آب 2023 يأتي موعد أول ذكرى لبدء التنزيل الشريف بعد انعقاد مؤتمر قمة جدة الذي أعاد الوئام بين سورية وجامعة الدول العربية.
كانت اليونسكو في عام 2012 وفي غياب سورية قررت أن يكون موعد اليوم العالمي في 18 كانون الأول من كل عام. يقال في تبرير اختيار ذلك الموعد أنه تكريم لحرب تشرين لأن قرار اعتبار العربية لغة رسمية إنما اتخذ في أواخر ذلك العام بعد شهرين من حرب تشرين.
تبرير جيد.
إلا أنه كان ينتظر ممن رأى في اليوم تكريماً لحرب تشرين أن ينادي بأن يسمى 6 تشرين موعد اليوم العالمي للغة العربية.
موعد 18 كانون الأول كما أرى، وقد تابعت الموضوع الذي هو طفلي منذ ناديت من جامعة حلب في 15 آذار 2006 باعتماد يوم للغة العربية موعد 18 كانون الأول اختاره موظفون دوليون في نيويورك أو باريس لا يعرفون الكثير عن اللغة العربية.
هؤلاء الموظفون عرضوا الأمر قي باريس على ممول مشاريع اليونسكو العربية أي السعودية وعلى رئيس المجموعة العربية آنذاك وهو المغرب. أقنع المندوبان بقية مندوبي الدول العربية في اليونسكو. وافقوا. هل وافقوا بعد استشارة حكوماتهم أم دون استشارتها؟ لا أدري.
مطلوب من اللجنة الوطنية السورية لليونسكو أن توضح من سجلاتنا الموثوقة.
في كل حال. يبقى موعد 18 كانون الأول شاذاً في دلالته. هو تذكير سنوي بأن لغتنا أُلحقت وليست أصيلة. هو تذكير مستمر بأنها أدنى. وبأنها خالية من الإشارة إلى تميز ذاتي عربي.
كأنها ليست اللغة التي يتعبد بها ربع أو خمس سكان العالم. وهي في هذا لا تضاهيها أية لغة ما عدا – ربما – الصينية. وليس من قبيل الصدف ما اختارته الصين من دلالة يومها العالمي، مشيرة إلى تميز العراقة.
ومن الجدير ذكره أن لجنة التمكين للغة العربية تبنت وجهة النظر التي أطلقتها شفهياً في حلب 15 آذار 2006، وكررتها مكتوبة في دمشق 22 آذار 2006، ونشرتها كراساً وزعته مجاناً دار الفكر عام 2008.
مؤدى الفكرة – الواضحة كالشمس – أن أهم يوم في تاريخ العربية هو يوم “اقرأ”.
كن ملحداً كما في بحث منشور وقرر : ما هو اليوم الأهم في تاريخ العربية ، وستكون إجابتك: يوم اقرأ.
في 2010 قررت ألكسو أن يوم لغتنا ينبغي أن يكون تدريسياً. أول آذار.
أبطلت اليونسكو القرار بتمنٍ على ألكسو. غاب الجهد العربي بالكامل في اختيار يوم. اعترف السعودي المفاوض لليونسكو أنه يفضل المتنبي. دافع عن رأيه أمامي وليس أمام اليونسكو.
ثمة خلل. إصلاحه واجب. يتولى الإصلاح القائلون بأهمية اللغة في خلق الشعور الوحدوي العربي . نحن في زمنٍ تفاقم مرض في الغرب اسمه :” شذوذ حرق القرآن الكريم”.
أقول بكل ثقة: لو تمسك العرب بما قلته في جامعة حلب عن موعد “اقرأ” يوم 15 آذار 2006 لكان على المهتمين باللغات في العالم وفي الطليعة اليونسكو أن ينطقوا بكلام كريم عن القرآن الكريم يوماً واحداً على الأقل في العام هو يوم 15 آب.
أمامنا أقل من عشرين يوماً على ذكرى نزول “اقرأ”.
هل إذا أثارت سورية موضوع الخلل، وهي المثقلة بالأعباء، فسيزيد ذلك من أعبائها ؟ أم ستحضنها الدول العربية رافعة لواءها؟.
* صباح الجمعة 28 آب 2023.
* صاحب فكرة يوم اللغة العربية – حلب 15 آذار 2006