الثورة- طرطوس – علي يحيى صقور:
إن بلوغ المعالي غاية تدرك عند أصحاب الهمم والنفوس القوية وخير مثال على ذلك، الطالب المتفوق طه باسم الرقماني الحاصل على درجة 309.2 في شهادة التعليم الأساسي.
قرر طه منذ بداية العام أن ينال العلامة التامة في الشهادة الإعدادية، وبالفعل نالها ولكن دون ثمانية أجزاء من العلامة في الرياضيات، وهو من مدرسة الشهيد شادي مدحت عيسى ناحية سبة في مدينة صافيتا.
ومن لايعرف الشاب طه الرقماني هو شاب متوقد بالذكاء ولكنه مقعد بسبب حالة مرضية تدعى (استسقاء دماغي) رافقته منذ الولادة أو ما يعرف بالكيلة السحائية/ شق شوكي حيث أدت إلى شلل بالأطراف السفلية كما تسببت بمضاعفات أخرى.
وأوضح باسم يوسف الرقماني (والد الشاب طه) أن ولده خضع منذ عامين لعمل جراحي في العمود الفقري لتقويمه من حالة الجنف الحاصلة به، وهي عملية معقدة مرتبطة بالنخاع الشوكي على أمل أن يبدأ التحسن بعد عام إلا أن حالته زادت سوءاً وبدأ العمود الفقري ينحني بحيث بدأ يضغط على باقي الأعضاء في الجسد مثل الكلى والجهاز البولي مما تسبب بأذيات أخرى..
وأضاف الوالد:بالرغم من ذلك قرر طه متابعة الدراسة والتفوق والحصول على العلامة التامة وها هو يحصل عليها ماعدا ثمانية أجزاء من العلامة، حيث قدمنا اعتراضاً في مديرية الامتحانات لأن ولدي متأكد بأنه أجاب عن كل أسئلة الرياضيات بشكل صحيح.
والدة طه بشرى علي أسعد وهي موجهة في ثانوية الشهيد علاء منهل ضاحك قالت: كم تمنى طه نيل العلامة التامة ليهديها لوالديه وإخوته وكم تمنى مقابلة السيد الرئيس والسيدة الأولى مهديا لهما وللوطن هذا التفوق.
يذكر بأن والدي طه قدما كل ما يمكن لعلاج ولدهم، ولكن رحلة العلاج طويلة والشاب يستحق كل الدعم لأنه صاحب عزيمة وإرادة تستحقان كل الدعم والوقوف إلى جانبه لمتابعة حلمه في الحصول على أعلى المراتب العلمية خدمة لوطنه ويقينا منه بأن إرادة الإنسان لا يهزمها مرض أو إعاقة.