الثورة – فؤاد مسعد:
أبطال يكتبون التاريخ بدمائهم بأحرف من نور ويسطرون ملاحم البطولة بشجاعة، لا يهابون الموت ويندفعون إلى الاستشهاد ببسالة وإيمان أن دمهم سيكون وقوداً للحرية والكرامة وناراً تحرق من أراد بسورية الشر، هي تضحيات لرجال استرخصوا حياتهم أمام عزة الوطن ومنعته، وسعوا للذود عن أرضهم وحماية أبناء بلدهم، إنهم جنود الوطن الذين حملوا قضيتهم بين ضلوعهم مؤمنين بمبادئهم ورسالة وجودهم فقدموا أنفسهم قرباناً على مذبح الفداء، مؤكدين أنهم هم من يصنع الفعل ومن يقول كلمة الحسم في أرض الوغى، ينتمون إلى عقيدة راسخة جعلتهم المثال الذي يُحتذى به، مثل هؤلاء لهم كل يوم عيد في القلوب والأفئدة ولعل الأول من آب عيد الجيش العربي السوري درع الوطن يعكس في أحد أوجه هذه المعاني السامية لرجال العزة والشموخ، الذين نذروا أنفسهم قرابين تُقدم على مذبح الاستقلال والكرامة والسيادة الوطنية، هم أشبه بالذهب الخالص الذي يظهر معدنه الحقيقي وأصالته حين يُمتحن بالنار، إنه معدن مجبول ومعشّق بحب الوطن.
هذه الصورة النبيلة التي يقدمها الجندي السوري دأبت السينما على تناولها منذ بداياتها وإلى اليوم ضمن أفلام روائية ووثائقية حاكت معاني خالدة مُتجددة من البسالة والشهادة والإباء وحملت قيماً وطنية كبيرة راصدة الكثير من المواقف البطولية، والأمثلة كثيرة، ونرصد فيما يلي بعضاً مما تم إنجازه خلال الحرب التي شنت على سورية في السنوات الأخيرة حيث أنتجت المؤسسة العامة للسينما عدداً من الأفلام الهامة ضمن هذا الإطار، منها:
الفيلم الوثائقي الدرامي «مسيرة وطن» إخراج نضال دوه جي وتأليف محمود عبد الكريم، الفيلم الوثائقي «أبطال الحامية» للمخرج غسان شميط، فيلما «رد القضاء» و»دم النخل» للمخرج نجدة أنزور، فيلم الديكودراما «الرحلة 17» إخراج علي الماغوط الذي طرح أحداثاً حقيقية جرت بدايات عام ٢٠١٣ ضمن كتيبة تابعة لقيادة الفرقة 17 مظهراً بطولات الجيش العربي السوري، إضافة إلى العديد من الأفلام القصيرة ومنها فيلم «ثمان وثمانون خطوة» سيناريو وإخراج أوس محمد.
كما تم تقديم فيلمين من إنتاج وزارة الإعلام «مديرية الإنتاج التلفزيوني» في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، هما فيلم «لآخر العمر» إخراج باسل الخطيب وتأليف سامر محمد إسماعيل وفيلم «أنت جريح» إخراج ناجي طعمي وتأليف قمر الزمان علوش.
التالي