الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
“هدفنا نشر الوعي بأهميّة مشاركة الناس في كتابة تاريخنا بأيدينا، والوصول إلى قصص الناس مباشرة بغية تسجيل وقائع الأحداث التي مروا بها وتفاصيلها، ودمج مختلف الفئات العمرية وشرائح المجتمع، في عملية التوثيق عبر رواية قصصهم وذكرياتهم وإتاحة الفرصة لهم للتعبير، والمشاركة، ورسم ملامح الغد”.. كانت هذه رؤية مؤسسة “وثيقة وطن” من على منبر قاعة المحافظة خلال لقاء حواري، أقامته مؤسسة وثيقة وطن بالتعاون مع مديرية الثقافة بحمص حول جائزة هذي حكايتي لعام 2023 بحضور فعاليات مجتمعية ومنظمات أهلية.
بدأ اللقاء بعرض فيلم توثيقي قصير تعريف آلية عمل مؤسسة وثيقة وطن وجائزة هذي حكايتي، وتناول عدة تجارب.
مسؤولة المشاريع في مؤسسة وثيقة وطن مياسة ديب قالت: أطلقت مؤسسة حكايتي من قرابة الخمس سنوات وكل عام يزداد نسبة المشاركين فيها، وهي موجهة لكافة السوريين داخل سورية وخارجها، بمختلف الشرائح من عمر 10 سنوات حتى 16 سنة لتشمل من هم فوق 45 عاماً، بشرط أن تكون القصة حقيقية، وحصلت مع الشخص نفسه بصيغة الأنا، أن تكون اللغة عربية بسيطة، لا تتجاوز القصة ألف كلمة ، تتناول كافة المواضيع كالحصار الذي عانى منه الناس والإرهاب، ونتحدث عن التراث كالعادات والتقاليد الموجودة في الريف وقصص النجاح، بشرط الواقعية وأن تكون سورية، تمنح الجوائز حسب الشرائح العمرية والجوائز ثلاث ذهبية وفضية وبرونزية لكل فئة عمرية، وليس بالضرورة أن تكون القصة مكتوبة، من الممكن أن تكون القصة من خلال تسجيل صوتي، أو باستخدام فيديو ، على أن تكون مبنية على أحداث واقعية.
وأضافت معاون مدير مشروع وثيقة وطن الدكتورة نيرمين النفرة: الجائزة هي وسيلة لإيصال هدف مؤسسة وثيقة وطن، نحن أمام جولة ترويجية للتعريف عن المؤسسة للوصول إلى أكبر عدد من الحكايات، ولتوضيح الهدف منها، والإجابة على استفسارات الناس حول الجائزة، لتوثيق الأحداث فهي جزء من تاريخ البلاد، ونتيجة ضغوط الحياة بدأت الناس تنسى تفاصيل الأحداث.
ومن الفائزين بجائزة حكايتي القاضي العقاري محمد جميل شحود الحاصل على جائزة حكايتي عام 2019و2021 يقول : حكايتي التي شاركت بها تتناول العمل الذي قمت به أثناء الحرب الظالمة على وطني الحبيب بين ٢٠١٣/١٠١٢ بإخراج السجلات العقارية من باب هود حتى المعهد الفندقي السياحي في وقت يصعب على أي شخص دخول هذه المناطق بمجهود شخصي.. وعلى مسؤوليتي الشخصية انتقلت من عقلية المدير الى القائد، اتخذت هذا القرار لمعرفتي بأهمية هذه الوثيقة العقارية وكم بلغت تكلفتها للدولة، ومدى أهميتها للمواطن، وكم كانت ستحدث من خلافات بين المواطنين في حال ضياعها، حيث ستضيع الملكيات ولن يعرف أحد أين منزله وأيها أرضه، قمت بنقل ٣٥ طنا من السجلات على كتفي ساعدني ثلاثة أشخاص بداية وبعد نقل النصف تجرأ بعض العاملين على مساعدتنا، لأن المنطقة التي نقصدها مقنوصة، تبعد عن المسلحين ٣٠ مترا، والمسلحون متحصنون بستار، بعكسنا كنا مرئيين لهم، وتعرضت لثلاث محاولات قنص خلال نقل السجلات، وأنا ممن قدم أبناءه فداء للوطن لدي ولدان شهداء وكنت مؤمنا بأنهم يقاتلون على جبهتهم وانا جبهتي حماية السجلات العقارية وحقوق الناس، وقد جاءني اتصال من ولدي الذي استشهد، بأن المنطقة خطرة وان انتظر إجازته ليساعدني بنقل السجلات، ولكن لم اتردد وكان ردي: مثلما اقسمت في الكلية العسكرية أن تحمي الوطن أنا كذلك عندما شغلت هذا المركز أقسمت أن أصون ملكية المواطنين.