الثورة:
مئات الأمراض تغزو أجساد البشر يوميا، الكثير منها معروف منذ عشرات السنين ويستطيع الأطباء وقف زحفه بعقاقير فعالة، والأخرى غامضة ونادرة.
النوع الآخر النادر لا يزال محيرا جدا للأطباء والعلماء، فأغلبه غير معروف أسبابه بشكل كامل وبالتالي لا يوجد علاجات واضحة ومحددة للكثير منها.
ومن بين تلك الأمراض النادرة متلازمة غريبة الطبيعة والمسمى، تعرف باسم “أليس في بلاد العجائب” ذات مجموعة من الأعراض وتتعلق بتغيير صورة الجسم.
وضح طبيب جراحة المخ والأعصاب إن متلازمة أليس في بلاد العجائب مرض نادر جدا، موضحا أنه أطلق عليها هذا الاسم لأن المريض لا يكون قادرا على استيعاب أحجام الأشياء بشكل صحيح.
أن هؤلاء المرضى لا يقدرون أحجام أي شيء بشكله الحقيقي، خصوصا أجزاء الجسم، لأن المخ يفسره على أنه أكبر من حجمه الحقيقي.
أغلب حالات تقدير الأحجام الخاطئة تكون على أجزاء الجسم لكن هذا لا يمنع أن الأمر ينسحب على أي شيء، خصوصا عندما تكون الإضاءة خافتة في الليل.
وضرب الطبيب المختص مثالا للتوضيح، قائلا: “من الممكن أن يرى مريض هذه المتلازمة شخصا يسير أمامه ورأسه حجمه كبير جدا وجسده حجمه صغير، أو أن يده بحجم كبير وجسده بحجم صغير، أو رأسه صغير جدا وجسده بحجم كبير، أو يرى أن يده أو قدمه كبيره جدا مقارنة بجسده، وهكذا”.
أسباب الإصابة بهذه المتلازمة، غير معروفة على وجه الدقة لكن من ضمن الأسباب ما يلي:
– مرض الصداع النصفي.
– مرض صرع الفص الصدغي.
– أورام المخ.
– بعض أنواع المخدرات التي تؤثر على الحالة النفسية.
– بعض الالتهابات، مثل التهاب فيروس “إبشتاين-بار” الذي يسبب التهابا في الجهاز العصبي.
حيث من أهم علامات هذه المتلازمة هو فقدان الإحساس بالزمن، يشعر المرضى إما بأن الوقت يمر ببطء شديد أو بسرعة شديدة.
فإن متلازمة أليس في بلاد العجائب لا يوجد علاج محدد لها، العلاج هو معالجة السبب الذي يظهر مما سبق ذكره.
بعض المرضى يعانون من المتلازمة في حالة مزمنة وهؤلاء يكون علاجهم صعبا، لكن من يكون لديهم سبب مباشر مما ذكر فيكون بالإمكان علاجهم.
وتعتبر هذه المتلازمة لا تؤدي إلى الوفاة بحد ذاتها، بمعنى أن رؤية المرضى أيديهم بأحجام كبيرة لن تؤدي للوفاة لكن أسباب المتلازمة قد تسبب الوفاة مثل الصرع وأورام المخ والمخدرات.
متلازمة أليس في بلاد العجائب (AIWS) هي حالة نادرة تعطل قدرة عقلك على معالجة المدخلات الحسية، إذ يؤثر الاضطراب على كيفية إدراكك لحجم الأشياء التي تراها من حولك، أو إحساس أو مظهر جسدك، أو كليهما، يمكن أن يشوه أيضًا إحساسك بالواقع.
هذه المتلازمة تبدو أكثر شيوعًا عند الأطفال، إذ تشير بعض الدراسات البحثية إلى أن ما يقرب من ثلثي الحالات تحدث في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا.
إضافة إلى الأطفال، من المرجح أن تحدث متلازمة أليس في بلاد العجائب في الأشخاص الذين يعانون من حالات معينة مرتبطة بالدماغ.
يعتقد أن متلازمة أليس في بلاد العجائب نادرة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى وجود بحث محدود حول عدد مرات حدوث ذلك.
وتشير بعض الأبحاث المتاحة إلى أن ما يصل إلى 30% من المراهقين يعانون من نوبات قصيرة من أعراض متلازمة أليس في بلاد العجائب، ولكن من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت هذه هي الحالة وسبب حدوثها.
من أهم أعراض متلازمة أليس في بلاد العجائب هو:
– تغير صورة الجسم، إذ يلاحظ أحجام أجزاء من الجسم بشكل خاطئ، وفي كثير من الأحيان يبدو الرأس واليدين غير متناسبين.
– إدراك المريض أحجام الأجسام المختلفة بشكل غير دقيق.
– فقد الفرد الإحساس بالوقت، إذ يبدو أن الوقت يمر إما بوتيرة الحلزون أو يمر بسرعة كبيرة.
– يعاني بعض الناس من هلوسة قوية وقد يتخيلون أشياء غير موجودة.
– تشوه الإدراك السمعي واللمسي مثلما يتشوه الإدراك البصري.
– الغربة عن الواقع، وهي شكل من أشكال الانفصال.
– تبدد الشخصية، إذ يشعر المريض بالانفصال عن جسده أو أفكاره أو مشاعره.
– الشعور بالانقسام إلى قسمين، أي يشعر المريض كما لو أن النصفين الأيمن والأيسر من جسمه موجودان بشكل منفصل، لكن لا يزال بإمكانه الشعور بكليهما.
في النهاية، من المهم إدراك أن متلازمة أليس في بلاد العجائب نادرة وغير متوارثة وليست معدية، وأن أسبابها الحقيقية غير معروفة وإن كان هناك العديد من الظروف التي يمكن أن تسببها ويمكن علاج تلك الظروف.