الملحق الثقافي- بادر سيف :
تجربة شعرائنا تستحق الكثير من المتابعة والاهتمام ونشر عطرها بين القراء، وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، سنحاول أن نقدم في كل عدد من الملحق مختارات من إبداعات الشعراء المعاصرين الذين يكتبون قصيدة النثر أو التفعيلة، أو الموزون لتكون المختارات باقة زهر تزين موائد القراء، في هذه المختارات نقدم باقة من إبداع الشاعر الجزائري
بادر سيف وهو من مواليد 1972 بمدينة قالمة شرق الجزائر
دراسات عليا فلسفة القانون، وله تجربة شعرية متميزة، نقدم منها هذه المختارات
1
ذلك الفيء المعشش في ظلام المسامات
تلك المدينة الآلة حزام العشب
تلك المشقة في نبش قبر الخبز
من حجر العشق
من ثوب يتبخر بفعل السؤال
أمشي إلى نهايات الأسماء
أنادي خرم الشمس لتهبط
إلى جمر الرمل
تخنق من رمى على شباك الحلم
أشلاءه ونام
ذلك الباب باب الأبدية الموصد
أحرر منه لغة الأضداد
أنسج من ثناياه نهدين
كديكين لنزف الوقت
أهرع إلى تيس الضوء الساكن
أقبية الثورة
لأوقظ القرى الملتهبة
وفق مدارات وجوه قديمة
تنبجس من غيم الشجر
صوب خوذة الأرض
هبوط إلى أقانيم العشق
ثم أسوي من زمن الطير يباس
القش
أبدا برمل النوم أحمله بمقاصير
الهدي
أكسر عظمة الأغاني الراعفة
أمشط زغب الدهر المتناسي
لمشيئة الأبجدية
المقهورة
المتوارثة
لجلد الأشباح
أنحت من عيون السماء ترانيم
لحفر تنز دماً ودمعاً
أكنس فضة الأطراف المترامية
صوب جلد يلسع حلم الشقاء
يستنزل كتب المفاصل المتراصة
بمنحدر الوقيعة
لاهثة في هجرة الأسماء
متشحة بطيور الدهشة
أقلع هيبة السؤال المضمر بقش
البدايات
أفلح في وشم أرزة الاشتعال
اشتعال الركض خلف مهر الكهولة
وسنام النمل
فيا أيتها الرمال الزرقاء الخالية من وساوس
الفصول مدينا بعشب يطلع
من مقيل الحكمة
أيتها الأيام يا أبجدية المنبوذين
رعب التاريخ
أسالك الرحيل/ لسنا في حاجة إلى تكرار
صليل التوابيت
فنحن على عجالة نتفقد
نسر الظلال
أيها المقيل اللذيذ اللذيذ
لا توقظ خيولنا العصية لنضطر للرحيل
فنحن غبار مدن عابر
وقصائد من مربع ماء راكد
أيها الليل يا باب الضيافة والحلم
كسر أنياب الفجيعة فجراً
فالأطفال على عجالة من أمرهم
يسرقون خوخ نملة صائمة
ونحن نعد حناجر الشواطئ
المتيبسة
أيتها الأنجم الصادق عشقها لصراخ
الأعنة
إن المطر أمسكه رأس اللغة
فلا تقسمي رغيف الطمس
2
يا لغة الخيل
وشرفات الدهشة
إني أتشبث بشرفات الأزقة
لا استسلم للريح
لتمر الطلقة تستنبت سباحتها في
شعر المهاميز
إذن، لم أشكو زماني لزماني
أشكو فضتي لهواني
كنسر مكسر المخالب يأسره وتر
الصبوة
يلهيه عن صف مضى والنهار
إذن أعود إلى سرة التمرد
إلى وجه الله
إلى غرابة الأمسيات
كما تعودت أعد قطرات الذهن المتلألئ
من عسجد النضج
أعود إلى كهف الوساوس
إلى شخوص الزنار واليتم
3
أعزي جوهر الصداقة الهاربة
إلى شمولية الفارس
أعزي
تناقض الموج لما يغازل
خلجان الطيش
يا صديقي، يا خابية الوهم
تنفس بداهة الطوفان
حيث يتفجر الفلك بصوان
من دوالي الصدق
من أعاجيب اليوم مستندي إلى
دموع يمامة
كلا، كيف يتجول الغبار إلى صدور
تئن على مخدة النجوم
وكيف أسكن جرناً يمسح
عن البكاء دموع البسمة
تلك اللحظات تستمع إلى موسيقى
الصحاري
وهي تطلع من ضرع المراكب
فكيف أسعد وردة الفضاء
وأنا المتهالك بورد الخمول
أنزل الظنون من مراكب الوحدة
أيتها الاستعارة المنزاحة عن وشاح
ذلول
ذاك هديل النوايا
وهذا عرس الخميسين بتاريخ الذهول.
4
مثل فاصلة بين حنجرة تلهج بلحن
الهيام وطبيعة من رمل الجسد
أمجد اللغة ونحيل الشهد
في عصر يلثم إثم المحيطات
والزبد
مثل فاصلة بين مجد الأزرق الملكي
وثالوث التملك
ثقوب تتمشهد حول زيتونة أنهكها
تناسل نار تحوي نسل جماد
ألهذا الجنون يلزم شرشف يغطي
5
جرن الطيش
يصب بطرف العشق وعلى شوكة
الورد مقاييس الرمي يسلك أحزان النوافذ السالبة
لنسائم الأردان معنى التقمص
يلبس آهات الوادي المغني
لمطر اللغة
المهاجرة صوب يباس الشفاه
مثل فاصلة بين حسام الجود
يكلم لغة الرياح الشاردة
يعلمها تأويل البكاء
إلى فضاء من غبطة نميره
يمزق ضباب الدهشة إرباً
ليسعد خريف الجرار الصامتة
وهي تنشد لضيق بسؤر المهالك
جسد نازل من سماء اللغة
بين فاصلتين
ربما تسوقه أقدار الآلة
إلى جوف المدينة الملتهب
جسد من نار
يردد أغاني النبي
وأناشيد البهجة
لتحولات المادة نسائم فاترة
كحجر أزرق
لا يزال الوطن جريحاً
وأنا الوطن أبكي بضفة الإيمان
بجع الفصول
أردد بمسرح الماء خصال اليتم
وذكورة النمل
أضمر للصمت عشق سنين خلت
كي أمسح عن ضفائر اللوز
غبار التناسي
شاعر من القطر الجزائري الشقيق
العدد 1155 – 15-8-2023