الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
«الكتابة» فعل البحث عن الجمال واعتباره موطناً أبدياً لك، إنه انتقام ضد كل القباحة التي تحيط بك وترفضها، أنه ملاذ حين تكتوي بنار الظروف.
شيء ما يخترقك على مهل وأنت تترجم مشاعرك إلى كلمات، تمر على كل الدروب على مهل تتأملها بصمت عاشق وشغف هاو…
كأن السماء لم تومض إلا لتشرق وتنير الكون، هناك سحر في الكتابة يبهجك أنت بالذات، صوتك الداخلي يتبدل على إيقاع كلماتك أو كلمات الآخرين.
لا يمكن للشعر إلا أن ينقلك إلى أمكنة تتغير مع تغير وقع القصيدة ونبرة مبدعها، الرواية تنقلك إلى الماضي وتخطفك وأن تتقلب صفحاتها وتحفزك على التبصر والتغيير.
فعل الكتابة تبادلي، أنت تكتب وهم يقرأون، والعكس، وحين تودع الكتب وتعبر إلى ذهنك تدفع بك في اتجاهات متعددة وتنجيك من مغبة الحزن ومن فراغ الروح وتبث فيك شيئاً من حرارة الحياة…
يقول نزار قبّاني:
أَكْتُبُ..
كيْ أُفَجِّرَ الأشياءَ، والكتابةُ انفجارْ
أكْتُبُ..
كي ينتصرَ الضوءُ على العُتْمَةِ،
والقصيدةُ انتصارْ..
كيف لنا ألا أن نتلمس مذاق الكلمات ونكهتها الفريدة وهي تنهال على أسماعنا، ويل لزمن لا يلتقط عمق الكلمة ويبعدها، وها نحن نتعايش مع واقع مرئياته أقوى من كلماته، ولكن هل مل عشاق الكتابة من اعتناقها…؟
لم يفعلوا…لأنهم يكتبون كي لا يرحلوا….!
العدد 1155 – 15-8-2023