مع بدء إصدار نتائج امتحانات الجامعات بدأت بعض الصفحات والحسابات تتحدث عن نسب النجاح المُتدنية لبعض المقررات وفي جميع الكليات ولا سيما أن بعض النسب تقل عن 5%.
أحد أساتذة الجامعات المُخضرمين والمشهود له علق بالقول على هذه النسب “بأنها في النهاية هي فشل للمدرس أكثر مما هي للطالب، فالأستاذ الذي فشل في جعل أكثر من 45 % من طلابه على الأقل يتخطون الامتحان يعني فشل في إعطاء أي قيمة مُضافة لطلابه، وبالتالي هناك مجموعة مشاكل لديه، إما في الأسلوب أو في المعلومات أو لديه نوايا ربما تتعلق بالابتزاز والمناكفة، والدليل أن الأساتذة المُقتدرين والمشهود لهم ترى نسب النجاح عندهم عالية”.
هناك قضايا جوهرية كبيرة يجب إصلاحها في الجامعات، فهل يُعقل أن تكون علامة العملي في الكليات العلمية المتضمن الحضور والوظائف والمخابر والمتابعة 30 علامة والنظري 70 علامة؟.. فالعملي يأخذ كل الوقت ويتطلب في بعض الكليات تكاليف مادية عالية، فهل تكون العلامة 30 % على كل هذا الجهد والتكاليف؟ وعلامة النظري التي تخضع للمزاجية والغموض 70 %؟.
أيضاً هناك مواد يقوم بتدريسها عدة دكاترة وهذا يضيّع الطلاب ولا سيما باختلاف الأساليب وعدم التوافق في كثير من الأحيان، فما هو المبرر لوجود عدد من المُدرسين لمادة واحدة؟.
أيضاً هناك كثير من المواد ليس لها مقررات وتخضع لرؤية الدكتور فقط وعليه كيف يصح الأمر بوجود مقرر دون أن يكون له كتاب وأبحاث محددة؟ وكيف يتم تقييم جودة التعليم والتزام الأساتذة ومحاسبة الطلاب؟، الأمر يقتضي اعتماد مناهج محددة يتم إغناؤها بأبحاث الأستاذ الجامعي المنشورة في المجلات العلمية المعتمدة وخبرته.
نسب النجاح في الجامعات وتعامل بعض الأساتذة مع الطلاب يُشبه إلى حد بعيد علاقة الحكومة بالموظفين، فالموظف مطلوب منه أن يداوم ويشتغل ويقدم ويبدع ويبادر، والحكومة ماشية بسياسة الحد من الإنفاق وسحب الحوافز والمكاسب والامتيازات “وبالآخر واجبك”، يعني بتقدم 5 % وبتطلب من الموظف 100 %، وهيك بالجامعات رفع النسبة أصعب من رفع الراتب.
طلاب عانوا في الفصل الأول من زلزالي شباط الأول والثاني وما تبعهما من حالات مرضية وهلع، وفي الفصل الثاني من حر شديد بغياب الكهرباء وارتفاع في أجور النقل وصعوبة حتى في تأمين لقمة العيش، على الأقل يجب التعامل معهم بإنصاف ومرونة لضمان استمرارهم ومنحهم الشعور بالانتماء وليس توريثهم شعور الانتقام لأن الأستاذ معلم وأب ومربٍ.
أعتقد مما سبق أنه على وزارة التعليم التحرك لمعالجات جدية لظواهر أصبحت فاقعة في الجامعات، وما قلته يُمكن سماع أضعافه من الطلبة واتحاد الطلبة الحاضر بقوة ويلعب دائماً دوراً مهماً وإيجابياً في معالجة قضايا الطلبة.

التالي