الثورة:
تواصل البحوث العلمية استكشاف الحياة المذهلة التي تنمو تحت سطح كوكبنا، حيث يبدو أن هذا الكوكب يحمل طبقات عديدة من الحياة تشبه بصلة لا نهاية لها، حيث قام فريق من الباحثين المتخصصين بالغوص في أعماق المحيط الهادئ المظلم باستخدام روبوت تحت الماء على متن سفينة لاستكشاف الألواح البركانية تحت قاع البحر. واكتشف الفريق الدولي عروقاً من السوائل الجوفية التي تحتضن أشكالاً جديدة من الحياة لم نشهدها من قبل، وقالوا: “إنها عالم جديد تماماً لم نكن ندرك وجوده”.
حيث اكتشف فريق دولي من العلماء بقيادة الدكتورة مونيكا برايت من جامعة فيينا نظاماً بيئياً جديداً في التجاويف البركانية تحت الفتحات الحرارية المائية، وأجريت الحملة التي استمرت 30 يوماً على متن سفينة الأبحاث فالكور.
واستخدم الفريق روبوتاً تحت الماء، ROV SuBastian، لقلب أجزاء من القشرة البركانية، وكشف عن أنظمة الكهوف التي تعج بالديدان، والقواقع، والبكتيريا المصنعة كيميائياً التي تعيش في درجات حرارة مياه تصل إلى 25 درجة مئوية.
يضيف هذا الاكتشاف بعداً جديداً لفهمنا للفتحات الحرارية المائية، مما يدل على وجود موائلها فوق وتحت قاع البحر.بالإضافة إلى ذلك، وجد العلماء دليلاً على وجود حيوانات تنفيس، مثل الديدان الأنبوبية، تنتقل تحت قاع البحر عبر سائل التنفيس لاستعمار موائل جديدة.الديدان الأنبوبية هي حيوانات تنفيس حرارية مائية أساسية، ولكن تم العثور على القليل جداً من صغارها في المياه فوق الفتحات الحرارية المائية. قاد هذا فريق الدكتورة برايت للاشتباه في أنهم يسافرون تحت سطح الأرض لإنشاء مجتمعات حرارية مائية جديدة. هذه الكائنات الحية لا تعتمد على ضوء الشمس للحصول على الطاقة، بل تعتمد بدلاً من ذلك على المعادن.قالت الدكتورة برايت: “لقد توسع فهمنا للحياة الحيوانية في الفتحات الحرارية المائية في أعماق البحار بشكل كبير مع هذا الاكتشاف”. “توجد موائل تنفيس ديناميكية. تتكاثر الحيوانات الموجودة فوق السطح وتحته معاً في انسجام؛ اعتماداً على سائل التنفيس من الأسفل والأكسجين في مياه البحر من الأعلى”.
لتأكيد ما إذا كانت الحيوانات تنتقل عبر سوائل التنفيس، أجرى الفريق العلمي تجارب عن طريق لصق الصناديق الشبكية فوق الشقوق في قشرة الأرض. عندما أزيلت الصناديق بعد عدة أيام، اكتشفوا حيوانات تعيش تحت السطح في تجاويف مائية حرارية. ستتم دراسة نتائج هذه التجارب في الأشهر القادمة.
هذه الاكتشافات المذهلة تبرهن مرة أخرى على تنوع وغنى الحياة على كوكبنا، وتعزز الفضول العلمي حول ما يمكن أن نكتشفه في أعماق المحيطات وتحت سطح الأرض، فقط الوقت والجهود العلمية ستكشف لنا المزيد من الأسرار المثيرة لهذا العالم الجديد الذي نكتشفه تدريجياً.